باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

النصر يُنتزع ولا يُمنح.. نص كلمة الرئيس السيسي في ذكرى حرب أكتوبر

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، كلمة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة لعام 1973، مشيدًا بدور القوات المسلحة وشعب مصر العظيم في صنع هذا النصر التاريخي.

نص كلمة الرئيس السيسي في ذكرى أكتوبر

بسم الله الرحمن الرحيم
شعب مصر العظيم،
أبناء قواتنا المسلحة الباسلة،
السيدات والسادة،

في هذا اليوم المجيد، نقف جميعاً وقفة فخر وعز، نستذكر فيها يوماً خالداً في تاريخ ووجدان أمتنا، السادس من أكتوبر عام 1973، ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعاً فخراً ومجدًا لا يُنسى. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، الذي وقف فيه العالم احتراماً وإجلالاً لعظمة إرادة المصريين ووحدة القرار العربي.

وفي هذه الذكرى العطرة، نوجه تحية إجلال وإكبار لروح القائد العظيم، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، صاحب القرار الشجاع والرؤية الثاقبة، الذي قاد أمتنا بحكمة وشجاعة نحو النصر والسلام.

ونحيي بكل فخر قادة قواتنا المسلحة، وكل ضابط وجندي وشهيد ارتقى إلى السماء، وكل جريح ناضل من أجل وطنه، وكل من لبى نداء مصر في تلك اللحظة الفارقة من تاريخها، لتظل راية مصر شامخة ومرفوعة.

إننا نستحضر هذه الذكرى ليس فقط للاحتفال، بل لنستلهم منها الدروس والعبر. فقد علمتنا ملحمة أكتوبر أن النصر لا يُمنح بل يُنتزع، وأن التخطيط الدقيق، والعمل المتواصل، وتنسيق مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله، هي مفاتيح المجد. قال تعالى: ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾، وبذلك اليقين انتصرت مصر وستظل منتصرة بإذن الله إلى يوم الدين.

ومن روح أكتوبر نستمد اليوم عزيمتنا لبناء مصر الجديدة، مصر الحديثة التي تليق بتاريخها ومكانتها، وتستحق أن تكون من بين الدول الكبرى. نعمل بجد وإخلاص لبناء دولة قوية وعصرية ومتقدمة تعكس وزن مصر الحقيقي وقيمتها الحضارية والإنسانية في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.

نبني مؤسسات راسخة، ونطلق مشروعات تنموية عملاقة، ونرسم ملامح المستقبل لتكون مصر رائدة ومتقدمة ومؤثرة.

وإذا كانت هذه المبادئ قد قادتنا إلى النصر في أكتوبر 1973، فإننا اليوم، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تمر بها منطقتنا، أكثر حاجة لاستدعائها واتباعها كنهج راسخ في حياتنا السياسية والاجتماعية.

فالأوضاع الإقليمية لا تحتمل التراخي، وتتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نستمد من روح أكتوبر القوة لتجاوز التحديات والتقدم نحو الأمام.

لقد خاضت مصر وإسرائيل حروبًا ونزاعات عسكرية مكلفة، ولولا بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك، والوساطة الأمريكية، لما تحقق السلام العادل والشجاع الذي أنهى دوامة العداء وفتح صفحة جديدة من التاريخ.

السلام لا يبنى إلا على دعائم العدالة والإنصاف، لا أن يُفرض قسرًا. والتجربة المصرية في السلام مع إسرائيل ليست مجرد اتفاق، بل تأسيس لسلام عادل رسخ الاستقرار، وأثبت أن الإنصاف هو السبيل الوحيد للسلام الدائم، وهو نموذج يحتذى في صناعة السلام الحقيقي.

ومن هذا المنطلق، نؤمن إيمانًا راسخًا بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية، بما يعيد الحقوق لأصحابها.

السلام الذي يُفرض بالقوة يولد احتقانًا، أما السلام القائم على العدل فيثمر تطبيعًا حقيقيًا وتعايشًا مستدامًا بين الشعوب.

وفي هذا السياق، أتوجه بالتحية والتقدير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته التي تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد عامين من الحرب والدمار.

وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة، وبدء مسار سلمي سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، كلها خطوات في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ الذي نصبو إليه جميعًا.

المصالحة، لا المواجهة، هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.

وأؤكد هنا أهمية الحفاظ على منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي شكلت إطارًا استراتيجيًا للاستقرار الإقليمي.

وتوسيع نطاق هذه المنظومة لن يكون إلا بتعزيز ركائزها على أساس العدل وضمان حقوق شعوب المنطقة في الحياة، والتعاون الذي ينهى الصراعات ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار في ربوع المنطقة.

شعب مصر العظيم،
وفي ختام كلمتي أطمئنكم أن جيش مصر يقف ثابتًا على رسالته في حماية وطنه والحفاظ على حدوده، جيش وطني من صلب هذا الشعب العظيم، أبناؤه يحملون أرواحهم على كفوفهم، ويصمدون كالسد المنيع أمام كل التحديات والتهديدات.

أجدد التحية لقواتنا المسلحة الباسلة، ولشهدائنا الأبرار الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة، ولجنودنا الأبطال الذين يسهرون كي تنام مصر آمنة مطمئنة.

كل عام وأنتم بخير،
ودائمًا وأبدًا، وبالله:
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم نسخ الرابط