من الشك إلى الجريمة.. تفاصيل مقتل شاب على يد تاجر خردة بالقاهرة
لم يكن أحد يتوقع أن لقاء عابر داخل أحد مخازن الخردة بدائرة قسم حدائق القبة، سيشكل شرارة البداية لواقعة مأساوية انتهت بجريمة قتل مروعة، هزت قلوب الأهالي وأثارت حالة من الحزن بشارع الترعة بحدائق القبة
بداية الجريمة
داخل مخزن خردة في دائرة قسم حدائق القبة، اختفى هاتف المتهم "يسا"، فاشتعلت نيران الشك داخله، لم يمنح نفسه فرصة للبحث أو التفكير، بل استقر في ذهنه أن الشاب محمد، الذي كان يقف أمام المحل، هو من سرقه.
هذا الاتهام لم يكن مبنيًا على دليل، بل على غضب متصاعد ويقين زائف.

شكوك حول سرقة هاتف محمول
اصطحب “يسا” مالك المحل وتوجه إلى محمد لمواجهته، الأخير أنكر التهمة وأكد براءته، لكن المتهم كان قد أعد نفسه للاعتداء.
في لحظات، تحول النقاش إلى هجوم عنيف. انقض يسا على محمد، وانهال عليه بالضرب، ثم طعنه عدة مرات، من بينها طعنة قطعت الشريان التاجي في الذراع الأيسر، نزف محمد بغزارة، وتحولت الأرض إلى بركة دماء، بينما كان يستغيث بمن حوله دون جدوى.
شهادة العمة: "لقيته غرقان في دمه"
في تصريحات خاصة لـ"تفصيلة"، روت عمة الضحية اللحظات الأخيرة: "حد كلمني وقال لي إن محمد اتصاب في خناقة، روحت لقيته غرقان في دمه، والناس شايلينه على تروسيكل علشان يودوه المستشفى، رافقته، وشفت شاب هدومه كلها دم، حسيت بحاجة غريبة ناحيته".

وصل محمد إلى مستشفى الزيتون، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه، حاول المتهم مغادرة المستشفى، لكن عمة الضحية، طلبت من أمين الشرطة الإمساك به، وتم التحفظ عليه.
وقالت العمة المكلومة محمد، أبن أخويا، شاب يتيم الأب منذ سن الخامسة عشرة، فقد شقيقته الكبرى بعد وفاة والده، ولم يكن له سند سوى أسرته المكونة من جدته وأنا عمته، كان محبوبًا من الجميع، لا يعرف العنف، ولا يحمل ضغينة لأحد.
حبس المتهم
النيابة أمرت بحبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد إثر مشادة كلامية.
العمة اختتمت حديثها بمطالبة القضاء بإعدام المتهم شنقًا:"سرق منا أغلى ما نملك.. مش هنرتاح غير لما يتعدم عشان نارنا تهدى".





