مصر تفوز بعضوية مجلس الإيكاو وتعزز دورها الإقليمي في الطيران المدني

أكد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، أن فوز مصر بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" يمثل خطوة استراتيجية تعكس التزام الدولة الراسخ بتطوير قطاع الطيران المدني وتعزيز التعاون الدولي. 

وأشار إلى أن هذا الإنجاز جاء نتيجة تخطيط طويل المدى وجهود متواصلة على المستويين الفني والإداري، فضلًا عن الدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية لقطاع الطيران باعتباره أحد ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

جاء ذلك خلال لقاء الحفني بـ خوان كارلوس سالازار، سكرتير عام "الإيكاو"، بحضور محمد أبو بكر فارع، المدير الإقليمي للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط، والأستاذة ريم عرابي، الممثل المناوب لمصر في مجلس المنظمة، حيث تناول اللقاء الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون الفني والتقني في مجالات الطيران المدني.

وشدد الحفني على أن الدولة المصرية تولي أهمية قصوى لتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة الجوية، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لصناعة الطيران المدني، مع الاستمرار في تطوير مختلف أنشطة القطاع وتبني أحدث النظم التكنولوجية لمواكبة المتغيرات العالمية، بما يعزز قدرات الوزارة ويسهم في دعم أهداف "الإيكاو".

وأضاف الحفني أن الوزارة ستواصل تقديم الدعم الفني والتقني للدول الإفريقية والعربية من خلال نقل الخبرات وتوفير برامج تدريبية متخصصة، بما يسهم في تعزيز التكامل الإقليمي ورفع كفاءة منظومة الطيران في المنطقة. 

كما ستواصل مصر دعم المبادرات التي تطلقها "الإيكاو" والمشاركة بفاعلية في صياغة المبادرات العالمية المتعلقة بالاستدامة البيئية وخفض الانبعاثات الكربونية وتطوير الحلول الرقمية في إدارة الحركة الجوية، ضمن إطار الالتزام بمبادئ العمل الجماعي والتعاون الدولي.

من جانبه، أعرب خوان كارلوس سالازار عن تقديره العميق للدور الفاعل الذي تضطلع به مصر في صناعة النقل الجوي، مؤكدًا أن مساهمتها المستمرة في تطوير الطيران المدني تعكس الثقة الدولية في قدراتها وكفاءتها. 

كما أشاد بالدور التاريخي والمحوري لمصر في دعم أنشطة المنظمة منذ انضمامها عام 1947 وعضويتها المستمرة في مجلس "الإيكاو"، فضلًا عن استضافتها المكتب الإقليمي للشرق الأوسط في القاهرة.

وأثنى سالازار على الأداء المتميز للوفد المصري خلال اجتماعات الجمعية العمومية، مشيرًا إلى ما قدّمه من أوراق عمل نوعية أثرت النقاشات وأسهمت في صياغة توصيات مهمة، فضلًا عن المبادرات الفعّالة التي تتبناها مصر بالتنسيق مع "الإيكاو" لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الطيران المدني، مؤكدًا أن نتائج انتخابات المجلس الأخيرة تعكس استمرار ثقة المجتمع الدولي في الدور الريادي لمصر.

كما أعرب محمد أبو بكر فارع، المدير الإقليمي للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط، عن شكره وتقديره لرجال المراقبة الجوية على دورهم الحيوي في إدارة حركة الملاحة الجوية إقليميًا ودوليًا، مشيدًا بكفاءتهم واحترافيتهم العالية، ومؤكدًا نجاح مصر في استيعاب حجم غير مسبوق في الحركة الجوية، خاصة خلال فترة الصراعات الأخيرة وأزمات إغلاق المجال الجوي في بعض الدول المجاورة، بكفاءة عالية ووفق أعلى معايير السلامة الدولية.

وأشاد فارع بالتعاون الوثيق بين وزارة الطيران المدني والمكتب الإقليمي للإيكاو بالقاهرة، معتبرًا هذا التعاون نموذجًا يعكس التزام مصر الراسخ بتعزيز السلامة وتطوير منظومة الملاحة الجوية إقليميًا ودوليًا، مشيرًا إلى استضافة مصر لاجتماع "MIDANPIRG/21"، الذي يمثل فرصة لتعزيز الحوار الإقليمي حول قضايا السلامة والملاحة الجوية، معربًا عن ثقته في نجاح الحدث الدولي بفضل الاستعدادات المكثفة التي تبذلها الدولة المصرية.

وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتعاون في مجالات السلامة الجوية والملاحة والتدريب وتطوير البنية التحتية للمطارات، بما يسهم في تعزيز استدامة قطاع الطيران المدني وخدمة أهداف المنظمة على المستويين الإقليمي والدولي.

كما تم بحث آفاق توسيع التعاون بين الجانبين في مجالات تطوير الكوادر البشرية ودعم تطبيق المعايير الدولية التي تعتمدها "الإيكاو"، مع التأكيد على أهمية توحيد المواقف العربية والإفريقية داخل المنظمة لضمان تمثيل أوسع لكافة الأقاليم، بما يعكس الدور الحيوي للطيران المدني في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا والدول العربية.