الإقالة وحدها لا تكفي.. محافظ المنيا يرفض مقابلة مريض «ضمور عضلات» على كرسي متحرك

يفترض أن محافظ الإقليم أو من ينوب عنه هو ممثل الدولة، التي يلجأ إليه سكان المحافظات والأقاليم والقرى والنجوع وأصحاب الحاجات والمظالم إذا سدت الأبواب في وجوههم، لكن هناك فرقا شاسعا بين تصريحات المحافظين وبين ما يحدث على أرض الواقع،.. ومن التجربة يتضح أن المحافظ الذي يصرح أن «بابه مفتوح» أمام المواطنين هو من يجلس وخلفه ألف حاجب يمنعون الناس من مقابلته.
المعاش وقف والمحافظ قافل بابه
سيدة وأم مصرية أصيلة لشاب في السنة الأولى من التعليم الجامعي كشفت بالصدفة في حوارها عن مأساة نجلها يوسف أن محافظ المنيا رفض مقابلتها هي ونجلها رغم أن يوسف قصد إليه وهو على كرسي متحرك وكان الرد على بوابة المحافظة «المحافظ مش بيقابل حد ياست».
أم يوسف لم تذهب للسيد المحافظ للتسول أو طلب «لبن العصفور»، لكنها ذهب لتعرف سبب «وقف معاش» ابنها الذي يعاني من ضمور العضلات بعد كعب داير على المصالح الحكومية والضرائب لكن المحافظ لم يكن لديه وقت للمواطنين.
بطولة يوسف
رغم معاناته من مرض ضمور العضلات منذ سنوات طفولته، إلا أن يوسف محمد سيد، ابن منطقة أبو هلال بمحافظة المنيا، ضرب أروع الأمثلة في الكفاح والإرادة. يوسف، الذي يبلغ من العمر 18 عامًا ويدرس في الصف الأول بكلية العلوم – جامعة المنيا، لم يستسلم لظروفه الصحية، بل اعتبرها دافعًا لمزيد من النجاح.
يقول يوسف: «أنا بشكر ربنا إنه كرمني ودخلت كلية العلوم.. صحيح كنت أتمنى كلية الصيدلة، لكن بقول كل اللي يجيبه ربنا كويس، وحاسس إن النجاح مش في اسم الكلية بس، لكن في إني أوصل لحاجة كويسة بمجهودي».
ويحكي يوسف بداية معاناته: "المرض ماكنش ظاهر عليا في البداية، لحد تالتة ابتدائي. ومن وقتها بدأت الحالة تتدهور شوية بشوية لغاية تانية إعدادي. ورغم كده اجتهدت في الثانوية العامة وجبت 82%، ودخلت كلية العلوم عشان أحقق جزء من حلمي .
عن يومه العادي، يقول: أول حاجة ببدأ بيها يومي هي الصلاة، وبعدها بكمل مذاكرتي ومحاضراتي. وبشكر بابا وماما وإخواتي اللي واقفين معايا.
ورغم هذا الإصرار، إلا أن يوسف يواجه صعوبات كبيرة، أبرزها المواصلات داخل وخارج الكلية.
ويوضح: "أنا محتاج وسيلة مواصلات تساعدني في مشوار الكلية لأن الدراسة عملية وصعبة ومحتاجة حركة، وأنا مش قادر أتحرك لوحدي . كما أعرب عن أمنيته في أداء رحلة عمرة، وعودة صرف معاش تكافل وكرامة الذي توقف بشكل مفاجئ، وكان يساعده في مصاريف الدراسة.
نفسه في رحلة عمرة
من جانبها، قالت والدة يوسف: ابني تعبان وذاكر وربنا حقق له جزء من حلمه. يوسف اتشخص بضمور العضلات من تالتة ابتدائي، والحالة ظهرت بوضوح في تانية إعدادي. اجتهد ونجح ودخل كلية العلوم، ونفسي في حاجتين له: رحلة عمرة، ووسيلة مواصلات تساعده يروح جامعته. للأسف معاش تكافل وكرامة اتوقف فجأة، مع إنه بيستحق، ورغم محاولاتي الكتيرة ما رجعش. المعاش دا كان بيساعدني في مصاريف دروسه في الثانوية، ودلوقتي أنا محتاجاه أكتر عشان الكلية صعبة وتكاليفها عالية .
وأضافت الأم: «روحت المحافظة أكثر من مرة عشان أقابل المحافظ، لكن ماعرفتش وقالولي مش بيقابل حد. أنا واثقة إنه لو سمع قصتي هيقف جنب يوسف ويساعده يحقق حلمه» .
وفي كلمته الأخيرة، وجه يوسف رسالة مؤثرة: عايز أوصل رسالة لكل اللي زيي: ما فيش حاجة مستحيلة، الظروف عمرها ما كانت عجز قدام الإنسان، الحمد لله ربنا كرمني ووفقني، ولازم الواحد يحط حلمه قدام عينيه عشان يوصله .