مصر تبدأ أولى خطواتها لبناء مدن ذكية قائمة على التكنولوجيا والمعرفة
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن إنشاء المدن الذكية يعد وسيلة أساسية لتمكين المواطن من الحصول على خدماته بوسائل رقمية محوكمة وحديثة، اتساقًا مع مستهدفات "مصر الرقمية"، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية تمثل رؤية وطنية شاملة لبناء مجتمع عصري قائم على التكنولوجيا والمعرفة، يكون فيه تحسين جودة حياة المواطنين الهدف الأسمى.
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر إطلاق الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية في مصر (المرحلة الأولى: المدن الجديدة)، بحضور المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، وعدد من المحافظين، إلى جانب الدكتور أندرياس باوم سفير سويسرا بالقاهرة، وستيفان جيمبيرت المدير الإقليمي للبنك الدولي لدول مصر واليمن وجيبوتي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار وزير الاتصالات إلى أن الاستراتيجية تم إعدادها بالتعاون بين وزارتي الاتصالات والإسكان، والبنك الدولي، وسفارة سويسرا في مصر، وتستند إلى تطوير بنية تحتية رقمية متقدمة تمثل العمود الفقري للمدن الذكية.
وأوضح أن مصر بدأت منذ عام 2019 في تنفيذ خطة طموحة لمد شبكات الألياف الضوئية بدلاً من النحاس في المدن، وتوسيعها إلى القرى ضمن مشروع "حياة كريمة"، مما يتيح سرعة فائقة في نقل البيانات وإدارة المرافق بشكل ذكي.
وأضاف طلعت أن تقنية إنترنت الأشياء تعد إحدى الركائز الأساسية للمدن الذكية، حيث تتيح التحكم في مئات الآلاف من الحساسات التي تدير مرافق المدينة بكفاءة عالية.
وأوضح أن إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر يمثل نقلة نوعية لدعم هذه المنظومة، حيث يمكّن من إدارة البيانات الضخمة الناتجة عن تلك الحساسات بسرعة وفاعلية، فيما يسهم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وإدارة المرافق بكفاءة أكبر.
كما أشار الوزير إلى أهمية مراكز البيانات الوطنية باعتبارها "العقل الجامع" للمدن الذكية، مؤكداً أن الوزارة شرعت في وضع سياسات محفزة لإقامة هذه المراكز، وأنه تم تضمين جميع متطلبات الاتصالات والشبكات في كود البناء المصري بالتعاون مع وزارة الإسكان، لتأمين البنية التحتية اللازمة لهذا التوجه.
وشدد وزير الاتصالات على أهمية التعاون مع القطاع الخاص لتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تدعم المدن الذكية، مع تشجيع الشباب من المبتكرين ورواد الأعمال على ابتكار المزيد من الحلول التي تخدم هذه المنظومة، مؤكداً أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية يُعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة مصر الرقمية وبناء مجتمع متطور يضع رفاهية المواطن في صدارة أولوياته.