إنذار أحمر في السودان.. فيضانات تهدد الولايات ومخاوف من تداعيات سد النهضة

دخلت أزمة سد النهضة الإثيوبي منعطفًا جديدًا، بعد إعلان السلطات السودانية حالة الطوارئ باللون الأحمر، محذرة من فيضانات عارمة تهدد عدة ولايات، في وقتٍ تتصاعد فيه انتقادات المعارضة الإثيوبية لرئيس الوزراء آبي أحمد، متهمة إياه بـ"تسويق انتصار زائف".
السودان على حافة الغرق
أعلنت وحدة الإنذار المبكر السودانية، أمس السبت، حالة الإنذار الأحمر على ضفاف نهر النيل وروافده، وسط توقعات بارتفاع منسوب المياه إلى مستويات غير مسبوقة. وتشير التقديرات إلى أن المزارع وحقول الأنهار في ولايات الخرطوم والنيل الأبيض ومناطق أخرى معرضة للغمر، في ظل استمرار التصريف المكثف من سد النهضة.
وبحسب البيانات الرسمية، فقد تجاوز منسوب مياه النيل في الخرطوم 16.89 مترًا، بزيادة تقارب مترًا و20 سم مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يضع السدود السودانية، مثل خزان سنار، تحت ضغط هائل يهدد بانهيار قدرتها الاستيعابية.
انتقادات إثيوبية داخلية
على الجانب الآخر، لم تسلم حكومة آبي أحمد من الانتقادات الداخلية، حيث هاجمت قوى معارضة إعلان افتتاح سد النهضة باعتباره "مسرحية سياسية". وقالت قيادات معارضة إن السد، رغم اكتمال بنائه، لم يبدأ بعد في توليد الكهرباء بشكل فعّال، كما أنه غير قادر على حجز المياه كليًا، ويحتاج إلى تدعيم عبر إنشاء سدود أخرى مساندة.
وترى المعارضة أن الحكومة الإثيوبية توظف المشروع كورقة دعائية لإلهاء الشارع الداخلي عن الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، بينما الواقع الفني والهندسي يكشف عن تحديات كبيرة تحول دون تحقيق الوعود المعلنة.
قلق إقليمي متزايد
تزامن هذا التطور مع تحذيرات مصرية متكررة من خطورة السياسات الأحادية التي تتبعها أديس أبابا في إدارة مياه النيل الأزرق. القاهرة أكدت على لسان وزير خارجيتها بدر عبد العاطي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن مصر لن تتهاون في حماية حقوقها المائية، وأنها مستعدة للجوء إلى القضاء والتحكيم الدولي لحماية مصالحها الوجودية.
ويرى مراقبون أن السودان هو الحلقة الأضعف في معادلة السد، حيث يتأثر بشكل مباشر بأي قرار أحادي إثيوبي يتعلق بالتصريف أو التخزين، مما ينذر بأزمات إنسانية وزراعية واقتصادية متكررة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل وملزم بين دول المصب والمنبع.