رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

د. عبد العاطي المناعي يكتب: العالم بين أنياب الشر وغياب حكماء الأرض

تفصيلة

منذ فجر التاريخ، تتربص قوى الظلام بالعالم، تسعى ليل نهار إلى بثّ سمومها في أوصال الإنسانية. لم تعرف يوماً معنى البناء، ولا نشر الخير بين ربوع الارض ولم تؤمن بقيمة الجمال، بل اعتادت علي نشر القبح في كل شي في الفن وفي الذوق وفي تدمير الأخلاق لكنها عملت وباتقان  عكس ما اراده الله لعباده من الصلاح والتوازن وعملت منذ بداية الكون علي أن تقتات على الخراب وتنتشي بإشعال الفتن والحرائق في قلوب البشر قبل أوطانهم. هؤلاء الذين لا يملّون ولا يكلّون، اتخذوا من الفاسدين وأشباههم جنوداً، ومن الطامعين أدوات، يزينون لهم الشر بثوب المصلحة، ويغلفون الخراب بشعارات براقة تخدع السذّج.

أسسوا المجالس والأحلاف، فجاء “مجلس الأمن” ليحمي القوي لا الضعيف، وولد “حلف الناتو” ليكون سيفاً مسلولاً في يد من يملك لا من يستحق. عكفوا على تنظيم مؤسسات للحرب والنفوذ والسيطرة، لكنهم لم يفكروا يوماً في أن يقيموا مجلساً للحكماء، يجتمع فيه العقلاء من كل أمة، ليوقفوا نزيف الدماء، ويضعوا بلسم الرحمة على جراح الشعوب.

يا للعجب! كم هو العالم فقير إلى صوت الحكمة، وغني بأصوات المدافع والبارود! وكم نحن بحاجة إلى من يجمع شتات الإنسانية، لا من يبعثرها في رياح الطمع والهيمنة!

إن غياب “مجلس حكماء العالم” لم يكن صدفة، بل هو غياب مقصود، حتى يظل الوجع سيد الموقف، وتظل الإنسانية معلقة على مشانق المصالح الضيقة. وهكذا تسير القافلة بين أنياب الشر، تبحث عن منارة نور تعيد إليها المعنى، وتذكرها بأن العدل ليس شعاراً، بل رسالة، وبأن السلام ليس حلماً، بل حقٌ مغتصب ينبغي أن يُستعاد لن نتوقف ان نحلم وندعوا الله ان يحقق ما نراه اليوم مستحيلا فربما يكون حظ ابنائنا افضل من حظنا اليوم  ولو بطلنا نحلم نموت

تم نسخ الرابط