رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

مبادرة وطنية للاحتفاء بتاريخ عريق.. دعوة برلمانية لإطلاق "مئوية قصر العيني"

مستشفى قصر العيني
مستشفى قصر العيني

دعا الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إلى إطلاق مبادرة وطنية شاملة تحت عنوان "مئوية قصر العيني"، احتفالًا بمرور مائتي عام على تأسيس كلية الطب بجامعة القاهرة، والتي تعد أقدم وأعرق المدارس الطبية في مصر والعالم العربي.

وأكد الدكتور أبو العلا ضرورة أن تتحول هذه المناسبة التاريخية، التي تحل في عام 2027، إلى حدث دولي بارز يليق بمكانة هذا الصرح العلمي الذي أثرى الحياة الطبية على مدار قرنين من الزمان، مشددًا على أن تجاهل هذا الحدث يعد تفريطًا في جزء أصيل من تاريخ مصر الحديث وريادتها العلمية.

وأوضح أبو العلا أن المبادرة المقترحة لا تهدف فقط إلى الاحتفاء الشكلي، بل تستهدف استعادة وتوثيق الدور المحوري لقصر العيني كقاطرة للنهضة الطبية في مصر، مشيرًا إلى أن المدرسة الطبية بالقصر العيني لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت منارة للعلم والابتكار، حيث أذهل خريجوها المصريون الفرنسيين بقدرتهم على استيعاب الطب الحديث، وتولوا قيادة المدرسة، كما قاموا بتعريب الطب وترجمة عشرات الكتب العلمية، ما يؤكد قدرتهم الفائقة على التكيف والتطور.

وأكد أبو العلا أن هذه المبادرة يجب أن تكون فرصة لإعادة تقييم مسيرة الكلية وتحدياتها المستقبلية، وطرح حلول وبرامج للارتقاء بمكانتها البحثية والعلمية. ودعا إلى تشكيل لجنة وطنية رفيعة المستوى، تضم كفاءات من مختلف التخصصات، للإشراف على هذه الاحتفالية الكبرى ووضع خطة عمل متكاملة.

وترتكز محاور هذه المبادرة على أربعة أعمدة أساسية؛ أولها التوثيق التاريخي وبناء الأرشيف الرقمي من خلال جمع وثائق الكلية المفقودة، ومراسلة الخريجين وأسرهم لتوثيق سيرتهم ومساهماتهم، وإتاحة كل ذلك على موقع إلكتروني متخصص، بما يحفظ ذاكرة هذا الصرح العظيم للأجيال القادمة. هذا الأرشيف الرقمي سيكون قوة ناعمة للمدرسة ورافدًا للباحثين والمؤرخين.

أما المحور الثاني فيتمثل في الاحتفاء بالإنجازات والابتكارات، من خلال إبراز الإسهامات العلمية البارزة لأطباء قصر العيني، كأبحاث الدكتور محمد خليل عبد الخالق في طب المناطق الحارة واكتشافه لمركب "الفؤادين" لعلاج البلهارسيا، وتفوق المدرسة في الجراحة وطب العيون وطب المناطق الحارة، لافتًا إلى إمكانية تنظيم مؤتمرات وندوات دولية تستعرض هذه الإنجازات وتسلط الضوء على الدور الريادي للمدرسة في تطوير الطب عالميًا، ما يعيد لقصر العيني مكانته كمركز بحثي عالمي.

ويتضمن المحور الثالث دعم البحث العلمي ومستقبل الطب، حيث أكد الدكتور أبو العلا ضرورة طرح تساؤلات جدية حول غياب البحث العلمي عن قصر العيني في الفترة الحالية، ووضع برامج بحثية طموحة تواكب التطورات العالمية. على أن تشتمل المبادرة على إطلاق وقف علمي غني يكفل تمويل الأبحاث العلمية المبتكرة، لتستعيد الكلية دورها الرائد في مواجهة التحديات الصحية المعاصرة وتقديم حلول علمية تخدم المجتمع المصري والعالم.

وأكد الدكتور أيمن أبو العلا أن قصر العيني ليس مجرد مستشفى أو كلية، بل هو مدرسة علمية قادت مصر نحو الريادة في مجالات الطب، وأنجبت أطباء مبدعين لم يكونوا تقليديين فحسب، بل كانوا شعراء وكتابًا ومؤرخين، ما يُبرز شمولية رؤية المدرسة وقدرتها على تنمية ملكات طلابها، مشيرًا إلى أن الاحتفال بمئويته يمثل فرصة ذهبية ليس فقط لتكريم الماضي، بل لرسم خريطة طريق لمستقبل مشرق للطب في مصر، وهو ما يتطلب تكاتف جميع الجهود الرسمية والشعبية لإنجاح هذه المبادرة الطموحة.

تم نسخ الرابط