"وكن رجلًا إن أتوا بعده يقولون مرّ وهذا الأثر".. موضوع خطبة الجمعة

خصصت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 12 أغسطس 2025م، الموافق 20 ربيع الأول 1447هـ، تحت عنوان: «وكن رجلًا إن أتوا بعده يقولون: مرّ وهذا الأثر»، مؤكدة أن الهدف من الخطبة هو ترسيخ مفهوم المسئولية المشتركة بين الفرد والأسرة، وأثر ذلك في بناء الإنسان وصناعة الحضارة.

وأوضحت الوزارة في نص الخطبة الاسترشادية أن المسلم مدعو لأن يترك أثرًا طيبًا في حياته، من خلال كلمة صادقة، أو صدقة جارية، أو فعل خير يغير حياة الآخرين، مشيرة إلى أن الأثر الباقي هو ما ينفع الناس ويظل شاهدًا لصاحبه بعد رحيله.

قدوة نبوية ونماذج خالدة

الخطبة استشهدت بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي ترك للعالم أثرًا خالدًا لا تمحوه السنون، مبيّنة أن المؤمن الحق لا يعيش لنفسه فقط، بل يسعى لخدمة دينه ووطنه. 

كما أبرزت مثال السيدة زبيدة بنت جعفر التي أنشأت «عين زبيدة» في مكة لتوفير المياه للحجاج، ليظل أثرها نافعًا للأجيال.

الدعوة لبناء الأسرة وغرس القيم

وحثّت الخطبة الآباء والأمهات على غرس القيم النبيلة في نفوس الأبناء، وتعليمهم أن المسلم الحق يعيش للعطاء وخدمة المجتمع، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

الانضباط في الطرق مسئولية مشتركة

وفي الخطبة الثانية، شددت الوزارة على أن الانضباط في الطرق والشوارع عبادة ومسئولية جماعية، محذّرة من الحوادث الناتجة عن القيادة المتهورة أو السير عكس الاتجاه أو تحت تأثير المخدرات، مستشهدة بقول الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.

كما دعت الأسر إلى حماية أبنائهم من مخاطر السهر في الشوارع، مؤكدة أن الشارع ليس مكانًا آمنًا للأطفال، وأن رعاية الأبناء أمانة كبرى لا يجوز التفريط فيها.

واختتمت الخطبة بالدعاء لمصر بالأمن والاستقرار، وأن يجعلها الله بلدًا محفوظًا بالخير والبركة.