الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.. أقدم كنيسة في مصر وإفريقيا ورمز خالد للمسيحية

في قلب منطقة محطة الرمل بالإسكندرية، تقف الكاتدرائية المرقسية الكبرى شاهدة على أكثر من 19 قرنًا من التاريخ، كأقدم كنيسة في مصر وإفريقيا، والمرتبطة باسم القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية وأول بطريرك للإسكندرية، الذي استشهد ودفن في هذا الموضع عام 68 ميلادية.
بعد استشهاد القديس مرقس، شيّد تلميذه أنانيوس أول كنيسة على هذا الموقع، لتصبح النواة الأولى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومقرًا للكرسي البابوي لقرون طويلة.
ومع تعاقب العصور والاضطرابات السياسية، تعرضت الكنيسة للهدم والتجديد مرات عدة، لكنها ظلت محتفظة بدورها كرمز للمسيحية في الشرق الأوسط.
وفي عام 828 ميلادية، نُقلت رفات القديس مرقس إلى مدينة البندقية الإيطالية، حيث بقيت قرونًا طويلة، حتى نجح البابا كيرلس السادس في استعادة جزء منها عام 1968، لتعود إلى موطنها الأول بالإسكندرية.
وكان مشهد استقبال الرفات في الكاتدرائية المرقسية حدثًا تاريخيًا وروحيًا هائلًا، شاركت فيه وفود كنسية ودبلوماسية من مختلف دول العالم.
الكاتدرائية الحالية شُيدت عام 1819 على يد المعلم إبراهيم الجوهري وبعض وجهاء الأقباط، ثم شهدت توسعات وتجديدات كبرى في منتصف القرن العشرين، لتأخذ شكلها المعماري المهيب القائم حتى اليوم.
وتضم الكاتدرائية مجموعة من الأيقونات النادرة واللوحات الأثرية، بالإضافة إلى المدافن الخاصة ببطاركة الإسكندرية منذ القرن الحادي عشر وحتى العصر الحديث.
وبحسب ما رصده موقع تفصيلة، فإن الكاتدرائية المرقسية بمحطة الرمل تُعد أكثر من مجرد مبنى أثري؛ فهي مقر روحي وتاريخي للكرسي البابوي في الإسكندرية، ومزار يستقطب الزائرين من مصر وخارجها، ورمز خالد لتاريخ الكنيسة القبطية ومكانتها كإحدى أقدم الكنائس في العالم.