بعد تأدية صلاة الجمعة بمسجد الفتح.. مفتي الجمهورية يشارك أبناء الشرقية عيدهم القومي

في أجواء روحانية ووطنية مميزة، شهدت محافظة الشرقية حدثًا استثنائيًا، حيث أدى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، صلاة الجمعة في مسجد الفتح بمدينة الزقازيق، وذلك ضمن فعاليات احتفال المحافظة بعيدها القومي جاء الحدث بحضور عدد من الوزراء والقيادات السياسية والدينية والتنفيذية، ليؤكد على أهمية هذه المناسبة في تعزيز روح الانتماء الوطني، واستحضار سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كقدوة إنسانية وأخلاقية راسخة.
خطبة الجمعة: استدعاء السيرة النبوية في الاحتفال بالعيد القومي
ألقى خطبة الجمعة فضيلة الدكتور محمد إبراهيم حامد، وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، بعنوان: "مولد الهادي البشير صلى الله عليه وسلم".
وقد ركز في خطبته على إبراز الجوانب الأخلاقية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكّدًا أنه كان أعظم الناس مروءة وأحسنهم خلقًا وأكثرهم حلمًا، واشتهر بمساعدة المحتاجين وإكرام الضيوف والإحسان إلى الجيران والوفاء بالعهد.
هذا الربط بين السيرة النبوية والاحتفال بالعيد القومي للشرقية، عكس رسالة واضحة بأن القيم الدينية تمثل الأساس الذي يقوم عليه البناء الوطني، وأن الاحتفاء بتاريخ المحافظة هو في جوهره احتفاء بالقيم التي تضمن تماسك المجتمع ووحدته.
كلمة المفتي: الانتماء الوطني وتعزيز التكاتف
خلال المناسبة، أكد فضيلة مفتي الجمهورية أن الاحتفال بالعيد القومي للشرقية ليس مجرد تقليد سنوي، بل هو تجديد لروح الانتماء الوطني.
وأوضح أن هذه الفعاليات تذكّر أبناء المحافظة بواجبهم نحو خدمة الوطن، والمشاركة الفاعلة في نهضته وبنائه.
وشدّد فضيلته على أن مثل هذه المناسبات تعزز روح التكاتف والوحدة بين أبناء الشعب، مؤكدًا أن المحافظة بتاريخها العريق ورصيدها الوطني تمثل نموذجًا مشرفًا في الدفاع عن الوطن والمساهمة في نهضته.
زيارة ديوان عام المحافظة.. تعاون من أجل نشر الوعي والقيم
في إطار الزيارة، توجه فضيلة المفتي إلى ديوان عام محافظة الشرقية، حيث استقبله المحافظ المهندس حازم الأشموني وعدد من القيادات التنفيذية.
وخلال اللقاء، أكد فضيلته على أهمية تعزيز التعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة، لنشر الثقافة الدينية والفكر القويم، وترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمع.
كما شدد على ضرورة دعم المبادرات التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي الفكري والديني، والعمل على مواجهة الأفكار المغلوطة التي قد تهدد تماسك المجتمع.
وأوضح أن المؤسسات الدينية تقف جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة لتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز قيم التسامح والتعايش بين المواطنين.
المحافظ: دعم معنوي كبير ورسالة وطنية جامعة
من جانبه، رحّب المحافظ حازم الأشموني بفضيلة المفتي، معبّرًا عن تقديره العميق لجهوده المباركة في نشر الوعي الديني وتعزيز قيم التسامح والأخلاق بين أبناء المجتمع.
وأكد أن وجود المفتي في هذه المناسبة الوطنية يعد دعمًا معنويًا كبيرًا، ورسالة واضحة بأهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والتنفيذية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف المحافظ أن الشرقية بتاريخها وإرثها الوطني تمثل قلبًا نابضًا لمصر، وأن مشاركة رموز الدولة الدينية والسياسية في الاحتفال بعيدها القومي يعكس حرص الدولة على تعزيز الهوية الوطنية والانتماء المجتمعي.
حضور رفيع المستوى: تلاقي الدين والسياسة في خدمة الوطن
شهدت صلاة الجمعة ومراسم الاحتفال حضورًا واسعًا من رموز الدولة، حيث حضر كل من:
فضيلة الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف.
الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة.
الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري.
المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية.
اللواء مهندس يسري الديب، رئيس الهيئة العامة للأبنية التعليمية.
اللواء عمرو رؤوف، مدير أمن الشرقية.
عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إضافة إلى القيادات التنفيذية والأمنية والعسكرية.
هذا الحضور عكس حالة من التلاحم بين مؤسسات الدولة، حيث اجتمعت القيادات الدينية والسياسية والأمنية في حدث واحد، ما يعكس وحدة الصف الوطني في مواجهة التحديات، وإصرار الدولة على ترسيخ قيم المواطنة والتعايش.
البعد الشرعي والوطني.. تكامل الدين والوطن
من اللافت أن الاحتفال لم يقتصر على الجانب الرسمي أو الاجتماعي، بل حمل بعدًا شرعيًا عميقًا. فقد ذكّر الحاضرون بأن حب الوطن جزء من الإيمان، استنادًا إلى الحديث النبوي: "حب الوطن من الإيمان".
كما استُحضر قول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، تأكيدًا على أن التمسك بالقيم الدينية يمثل أساسًا لوحدة الأمة.
وبذلك، شكّل الحدث رسالة متكاملة بأن بناء الوطن لا ينفصل عن تعاليم الدين، وأن المناسبات الوطنية تمثل فرصة لتعزيز القيم الشرعية التي تدعو إلى التعاون والتكاتف ونبذ الفرقة.
العيد القومي للشرقية.. رمز للوحدة والانتماء
جاءت مشاركة مفتي الجمهورية في صلاة الجمعة بمسجد الفتح بالزقازيق، وزيارته لمحافظة الشرقية، لتؤكد على أن الأعياد القومية ليست مجرد احتفالات شكلية، بل هي لحظات لاستدعاء التاريخ وتأكيد الانتماء وتجديد العهد على العمل من أجل رفعة الوطن.
كما أن حضور رموز الدولة في هذا الاحتفال شكّل رسالة قوية لأبناء الشرقية خاصة، ولجميع المصريين عامة، بأن الدولة بكل مؤسساتها تسعى لتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ قيم الوحدة الوطنية والتعايش السلمي.