رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

وزير الأوقاف يحتفل بالمولد النبوي الشريف بمسجد الإمام الحسين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شهدت ساحة مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، مساء اليوم الخميس، احتفالًا مهيبًا نظّمته الطرق الصوفية بمناسبة المولد النبوي الشريف، بحضور الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وكوكبة من علماء الأزهر الشريف وقيادات المؤسسات الدينية والتنفيذية، في مشهد روحاني عبّر عن وحدة الصف وتلاحم المؤسسات الوطنية في إحياء الذكرى العطرة لمولد خير البرية ﷺ.

وشهد الاحتفال حضور كل من: الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق  عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والسيد محمود الشريف نقيب الأشراف، إلى جانب جمع من العلماء والقيادات التنفيذية والأمنية والشعبية.

علي جمعة: الاحتفال الحقيقي برسول الله هو اتباع سنته

في كلمته خلال الاحتفال، أكد الدكتور علي جمعة أن مولد النبي ﷺ هو مولد للرحمة والنور والهداية، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾، لافتًا إلى أن الاحتفال الحقيقي بالرسول لا يقف عند حدود المظاهر وإنما يتمثل في اتباع سنته والتحلي بأخلاقه، فهو القدوة والأسوة الحسنة وصاحب الخلق العظيم.

وأوضح أن رسالة النبي ﷺ كانت ولا تزال قائمة على تزكية النفوس وإتمام مكارم الأخلاق، ما يجعل من الاقتداء به واجبًا متجددًا في حياة كل مسلم، مشددًا على أن قيم الرحمة والعدل والصدق والإخلاص هي الطريق الحقيقي لإحياء سنته في واقعنا المعاصر.

إطلاق مشروع الأخلاق النبوية

وفي خطوة عملية، أعلن الدكتور علي جمعة خلال كلمته عن إطلاق "مشروع الأخلاق النبوية المحمدية المصطفوية" برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبالتعاون بين الأزهر ووزارة الأوقاف.

وأوضح أن المشروع يهدف إلى تحويل القيم الأخلاقية النبوية إلى مبادرات عملية حية داخل المجتمع، حيث تم اختيار خمس قيم كبرى لهذا العام هي: العمل، الرحمة، البر، الصدق، والإخلاص.

كما أشار إلى أن المشروع يتضمن أكثر من 200 مبادرة عملية تسعى لترسيخ الأخلاق في مختلف مجالات الحياة، بحيث تصبح هذه القيم جزءًا من سلوك الناس اليومي، إحياءً لسنته ﷺ وتجسيدًا لرسالته الخالدة.

الجندي: بمولده انطفأت ظلمات الجاهلية

من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الدايم الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن ميلاد النبي ﷺ كان نورًا أضاء الدنيا وهداية بددت ظلمات الجاهلية، مبينًا أن الكون كله أنار بمولده، وأن الإنسانية بأسرها مدينة له بما أتى به من قيم الرحمة والعدل والحرية.

وأشار إلى أن الرسول ﷺ لم يكن رحمة للإنسان فقط، بل شملت رحمته جميع الكائنات، من الحيوان إلى الجماد، مستشهدًا بقصة الجمل الذي اشتكى للنبي ﷺ، فمسح عليه ووجه صاحبه إلى الرحمة به.

وأوضح أن قلب النبي ﷺ امتلأ بكل معاني الرحمة والرأفة، حتى صارت القلوب تهفو إليه وتطمئن بذكره ورؤيته، مؤكدًا أن الأمة تحتاج في حاضرها إلى استلهام هذه المعاني لإحياء روح التكافل والتراحم.

وحدة المؤسسات الدينية.. رسالة دعم للدولة

الاحتفال لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل عكس حالة من الوحدة والتنسيق الكامل بين مؤسسات الدولة الدينية، من الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء ومشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف، وهو ما أكد عليه الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في كلماته السابقة بأن الجميع يقف خلف الأزهر باعتباره المؤسسة الأم والمرجعية الدينية الكبرى.

هذا التلاقي في رحاب الحسين جاء ليجدد رسالة واضحة بأن المؤسسات الدينية في مصر تتحرك في اتجاه واحد لدعم الدولة والمجتمع، ونشر قيم الاستقرار والوسطية في مواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة.

المولد النبوي.. مناسبة جامعة

في أجواء من السكينة والإيمان، اختتم الاحتفال بالدعاء لمصر والأمة الإسلامية، مؤكدين أن ذكرى المولد النبوي الشريف ستظل مناسبة جامعة تجدد المحبة والولاء للرسول ﷺ، وتذكر المسلمين بأن رسالته الخالدة هي النور الذي يجب أن تستضيء به الإنسانية في كل زمان ومكان.

 

تم نسخ الرابط