عمرو عامر يكتب: ذنب كامل الوزير

كامل الوزير.. ذاك الاسم المثير لغضب الإخوان وعملاء المخابرات الخارجية وأعداء هذا البلد.. فذكر اسمه يكفي لتكدير صفو تآمرهم على مصر وأمنياتهم ألا يروا هذا البلد يكبر وينمو ويزدهر ويقوي ويؤثر لذا حلمهم الآن إزاحة الرجل بأي شكل وبأي طريقة.. لم يتركوا شاردة ولا واردة إلا وحاولو النيل منه، ولم يفوتوا مناسبة لمحاولة تشويه إنجازاته إلا واستغلوها، وعمدوا إلى كل الوسائل المتاحة فاستغلوا فضاء السوشيال ميديا والخلايا الإلكترونية والذباب الخبيث بكل أنواعه وحتى تقنيات الذكاء الاصطناعي لإحراق صورته لدى المصريين عبر تسخين الأحداث وتضخيمها وإن كانت قضاء وقدرا فكل حادث أو حادثة يزج باسم الرجل ليس من قبيل النقد المتاح أو بصفته مسئولا سياسيا وتنفيذيا لكن عن طريق تحميله من الاتهامات مالا يطيق وإظهاره أنه المسئول الأول والأخير عن أي أحداث قدرية والدفع في اتجاه إزاحة الوزير من المشهد الاقتصادي بأي ثمن حتي لو كانت ملايين الدولارات التي تدفع لتشويه صورته والتطاول على تاريخه وإنكار كل ما قدمه لهذا البلد.. ترى لماذا يستميت تنظيم الإخوان الإرهابي وأذنابه للإطاحة بكامل الوزير.. وماهو ذنبه؟.. الإجابة عن تلك الأسئلة في بطن السطور التالية..
البداية كانت مع تولي الرئيس السيسي زمام المبادرة في إنقاذ مصر بدعوة جماعية من الشعب المصري دفعته رغما عنه للترشح للرئاسة بعد الإطاحة الشعبية بحكم تنظيم الإخوان الأسود.. وجد السيسي دولة مهلهلة وورث مجتمع على شفا اليأس وحمل أمانة وطن على حافة السقوط في حرب أهلية تؤجج فيه نيران الفتنة جماعات وتنظيمات تحلم بسقوط مصر، أيقن الرئيس السيسي أنه يحتاج أن يقدم للناس أملا مبكرا فبدأ سريعا في تنفيذ خطط تنموية ومشروعات عاجلة تعيد الأمل للناس وتشعر المصريين أن القادم كله خير وبناء وتطالبهم بطي صفحات سوداء في تاريخ هذا البلد، ولتحقيق هذا الهدف احتاج الرئيس السيسي إلى رجال من فصيلة نادرة.. رجال قيادة.. رجال حسم.. رجال إنجاز.. رجال لا يعرفون المستحيل.. رجال لايهوون الجلوس في الغرف المكيفة.. رجال قادرون على أخذ القرار وتذليل كل العقبات والعمل تحت ضغط.. رجال حقائب ملابسهم في مكاتبهم لا يعودون لمنازلهم إلا نادرا..
كامل الوزير كان واحدا من هؤلاء وبرز نجمه بعد نجاحه في تنفيذ مشروعات قومية ضخمة وملحة عن طريق الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية والتي أخذت على عاتقها مهمة التأهيل العاجل للدولة وتنفيذ المرحلة الملحة لترميم مفاصل الدولة خاصة الاقتصادية منها.. في كل اختبار نجح كامل الوزير، وفي كل امتحان اجتاز الرجل المستحيل ونفذ مشروعات ضخمة في أزمنة قياسية والبداية كانت قناة السويس الجديدة والتي في عرف علوم الطبيعة تحتاج لأكثر من 5 سنوات لتنفيذه لكن كتيبة الوزير سلمت المشروع للمصريين في غضون عاما واحدا، في معجزة بمقايسس الزمن وقوانين الطبيعة.
أعادت المشروعات التي نفذها كامل الوزير بسرعة عالية وجودة عالمية ثقة المصريين في الغد ويقينهم أن مصر تتغير بسرعة حتى أنه قيل وقتها إن كامل الوزير يحفر في كل شبر بالجمهورية لعمل مشروعات قومية.. تحسس الناس الجهد المبذول ولمسو الإنجازات بأيديهم.. فقد انتهي عصر الوعود الكاذبة وبدت ملامح الجمهورية الجديدة تظهر للعيان واجتازت البلاد برجال مثل كامل الوزير عنق الخطر وبدلا من السقوط للخلف أسرعت مصر للأمام بقوة دفع قياسية..
يصعب حصر المشروعات التي نفذها كامل الوزير منذ كان رئيسا للهيئة الهندسية إلى الآن، لكن يكفيه أن جراح تسليك شرايين القاهرة، والتي تجلدت شوارعها تحت وطأة الزحام وضيق الطرق وعدم الصيانة، وأنهي اسطورة الوقوف في إشارات المرور لساعات، ومن من ينسى إشارة ميدان روكسي على سبيل المثال والتي كانت مضرب الأمثال في الزحام وتهالك البنية التحتية ومبعث سخرية المصريين ونكاتهم من طول الوقوف في إشارة المرور..
كامل الوزير تفرغ بعد حل أزمة المرور التاريخية بالقاهرة الكبري عن طريق شبكة كباري وأنفاق وتوسعات، إلى مشروعات قومية أخرى وضعت مصر على طريق العالمية فنفذ أكثر من 7 آلاف كيلو متر من الطرق الجديدة وأنشأ مئات الكباري والأنفاق والمحاور المرورية والتجارية وكلها ممهورة بشهادة المواصفات العالمية، سابق الرجل الزمن لإنجاز المشروعات حتي قيل إن محرك الخرائط جوجل أصيب بالرهق نتيجة حجم الطرق والمدن والمحاور والمناطق الجديدة التي يضيفها كامل الوزير إلى خريطة مصر كل يوم.. والنتيجة قفزت مصر إلى المرتبة الـ18 عالميا في جودة الطرق عالميا بعد أن كانت في ذيل التصنيفات الدولية.
ليس نفاقا إن قلنا أن مشروعات البنية التحتية التي نفذها الفريق كامل الوزير كانت الباب الكبير لتدفق الاستثمارات والمليارات إلى السوق المصري، فمن شبكة طرق عالمية إلى محاور تجارية دولية إلى موانيء عملاقة وضع مصر على خريطة المال والاستثمار الدولية وعرف المصريين صفقات الحجم الكبير، ومن رحم شبكة البنية الأساسية ولدت المناطق الصناعية والتي غيرت شكل الاقتصاد المصري ويكفي أن المنطقة الاقتصادية على سبيل المثال لا الحصر قد جذبت استثمارات تشارف على الـ10 مليارات دولار حتى الآن.
بقرار رئاسي تولي الفريق كامل الوزير مسئولية وزارة النقل وكانت ساعة حلف اليمين فارقة في تاريخ مسيرة النقل في مصر إذ بدأت أكبر عملية تطوير في مصر منذ عهد الفراعنة وأعاد الوزير توسعة شبكات المواصلات العامة لتكون أفضل من نظيرتها في الدول المتقدمة وجلب وسائل نقل جديدة كلها تعمل بالبطاقة المتجددة من المترو إلى المونوريل إلى القطار الكهربائي الخفيف والسريع والأتوبيس الترددي والترام وغيرها ويكفيه التطوير الضخم في هيئة السكك الحديدية والتي كانت مثالا حيا في الماضي على الإهمال والفساد والتراخي.
من النقل للصناعة ظهر كامل الوزير من جديد فعمد إلى وضع الحلول الجذرية لتحويل مصر لمركز عالمي للصناعة بكل أنوعها وقاد ومازال أكبر عملية توطين للصناعة في تاريخ مصر وأفريقيا بما فيها الصناعات المعقدة والإلكترونية والحساسة، ووجد الطريق لحل أزمات 11 ألف من المصانع المتوقفة والمتعثرة كليا أو جزئيا، بجانب تأهيل الشركات والمصانع التاريخية في مصر مثل الغزل والنسيح والنصر للسيارات والنصر للمسبوكات وغيرها من المصانع التي عادت آلاتها للدوران من جديد..
مازال لدينا الكثير للإجابة عن سؤال سر كراهية الإخوان وأذنابهم للفريق كامل الوزير.. ومنها أنه أعاد لمصر هيبتها الاقتصادية وحولها لمحور تجاري عالمي من خلال شبكات مواني وسكك حديدية وخطوط تجارية دولية وجعل من مصر مركز السيطرة والتحكم.. حتي أن كبرى المؤسسات المالية العالمية توقعت أن يصبح الاقتصاد المصري السابع عالميا والأول في افريقيا والشرق الأوسط، بفضل البنية التحتية المتطورة وموقع مصر الجغرافي واستدامة البناء والتنمية..
كل ما سبق وغيره جعل من كامل الوزير نفسه هدفا لسهام الكيد والنيل والشائعات والتحريف من أجل إيقافه ومع إيقاف عجلة الاقتصاد والمشروعات التي غيرت وجه مصر ووضعهتها على طريق النمور والفهود الاقتصادية، قالوا إنه حان الوقت لأن يتوقف هذا الرجل عما يفعله فهو ماكينة نشاط وأرقام وإنجازات لاتنتهي.. المطلوب ليس شخص كامل الوزير لكن الهدف والمطلوب هو إيقاف النمو المتسارع لمصر ووقف عجلة الدوران للأمام ومنع مصر من اكتساب مكانة جديدة في عالم أوشكت أن تقوده بنفسها..