أصغر أئمة الأزهر يتألق عالميًا ويحصد المركز الثاني في مسابقة القرآن بالمغرب

في مشهد يعكس عظمة الأزهر الشريف وقدرته على تخريج جيل قرآني متجدد، خطف الشاب محمد أحمد حسن عبد الحليم، الأنظار في رمضان الماضي بعدما أمَّ المصلين بالجامع الأزهر كأصغر إمام يتقدم الصفوف في محراب أعرق مساجد العالم الإسلامي واليوم يعود اسمه إلى الواجهة مجددًا، ولكن هذه المرة من المغرب، حيث شارك ممثلًا لوزارة الأوقاف المصرية في مسابقة الملك محمد السادس الدولية للقرآن الكريم، ليحصد المركز الثاني بجدارة، ويؤكد أن شباب الأزهر قادرون على رفع راية القرآن في كل المحافل.
رحلة المشاركة في مسابقة ملكية مرموقة
يقول محمد أحمد حسن في أول تصريح صحفي له عقب عودته: "إنه لشرف عظيم أن أشارك في مسابقة تحمل اسم الملك محمد السادس بالمغرب الشقيق، في فرع الحفظ الكامل مع الترتيل والتفسير".
وأوضح أن المشاركة لم تكن مجرد منافسة، بل تجربة روحانية متكاملة عاش فيها مع أهل القرآن من أكثر من خمسين دولة حول العالم.
وأشار إلى أن أبرز لحظاته كانت في افتتاح المسابقة، حين اختير ليتلو آيات من كتاب الله أمام الحضور الرسمي والدولي، وهي اللحظة التي يعتبرها أعظم مكسب في رحلته، قائلاً: "أن يختارك الله لافتتاح محفل قرآني عالمي بهذا الحجم، فهو شرف يفوق أي جائزة أو مركز".
استقبال حافل في المغرب
كشف أصغر أئمة الأزهر عن كواليس رحلته إلى المغرب، مؤكدًا أنه فوجئ بحفاوة الاستقبال من منظمي المسابقة والجمهور على حد سواء وقال: "وجدت استقبالًا عظيمًا لأهل القرآن، فقد شعرنا وكأننا بين أهلنا، وقد زادني ذلك اعتزازًا بما نحمله من رسالة".
وأضاف أن المتسابقين المشاركين من مختلف الدول أبدوا رغبة شديدة في التقاط الصور التذكارية معه، بعدما شاهدوا فيديوهاته الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يؤم المصلين في الجامع الأزهر خلال شهر رمضان الماضي.
أوضح محمد أحمد حسن أن المسابقة اتسمت بمستوى عالٍ من التميز، إذ شارك فيها أكثر من 52 متسابقًا من مختلف الدول، جميعهم على قدر عالٍ من الإتقان في الحفظ والتفسير والترتيل ورغم المنافسة الشديدة، استطاع أن يحقق المركز الثاني بفضل الله، معتبرًا أن ذلك إنجاز لمصر والأزهر قبل أن يكون إنجازه الشخصي.
وقال: "حققنا مركزًا مشرفًا لبلدنا في مسابقة دولية مرموقة، ونحن على رضا تام بما وفقنا الله إليه، ونأمل أن نكون دائمًا من الأوائل في جميع المحافل القرآنية العالمية".
محمد أحمد حسن: من الأزهر إلى العالمية
لم يكن ظهور محمد أحمد حسن على الساحة القرآنية حدثًا عابرًا، بل جاء ثمرة سنوات من الجهد والتفوق، حتى ذاع صيته بعد أن وثقت عدسات الهواتف إمامته للمصلين في الجامع الأزهر وهو لم يزل في مقتبل العمر ومن هناك، خرج اسمه من نطاق القاهرة إلى العالم العربي والإسلامي، ليصبح قدوة للشباب الطامحين في خدمة القرآن.
وقد جسّد ظهوره في المغرب صورة الشاب الأزهري المتفوق، الذي يجمع بين العلم والحضور الإعلامي، في وقت بات فيه للرموز القرآنية الشابة دور كبير في التأثير على أقرانهم داخل مصر وخارجها.
وجه أصغر أئمة الأزهر رسالة إلى الشباب قائلًا: "الطريق إلى الله يبدأ بكلمة، وبحفظ آية، وبخطوة صادقة في محراب العلم، فلا تستهينوا بالبدايات الصغيرة، فالقرآن هو النور الذي يرفع الإنسان في الدنيا والآخرة".