منتدى طابة الفكري الثالث يناقش تقاطعات الدين والفلسفة والعلوم
اختتمت مبادرات طابة فعاليات المنتدى الفكري الثالث، الذي انعقد في الفترة من 21 إلى 27 أغسطس الجاري، تحت شعار "أسبوع معرفي مميز"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين في مجالات الدين والفلسفة والعلوم.
وهدف المنتدى إلى مناقشة قضايا فكرية ومعرفية كبرى تتعلق بالاشتباك بين الدين والفلسفة في العلوم التجريبية والإنسانية، إلى جانب الفلسفة اليونانية القديمة وفلسفة التفكر الفقهي، وذلك في إطار حرص المؤسسة على تعزيز الحوار بين العلوم الحديثة والفكر الفلسفي والفقه الإسلامي بما يثري النقاشات الفكرية المعاصرة.
بدأت الفعاليات بمحاضرة للدكتور مهند دردير حول "فلسفة الحدود الفاصلة بين التجريبي والفلسفي في نظرية التطور"، فيما ناقش المنتدى يوم السبت موضوعين بارزين، هما: "مفهوم النظرية العلمية في فلسفة العلم" للأستاذ أشرف صيقلي، و"النسوية كنظرية استعمارية.. مش نظرية المؤامرة" للأستاذة كوثر السعدني.
وتواصلت الجلسات يوم الاثنين بلقاء تفاعلي قدمه الدكتور أحمد ممدوح بعنوان "كيف يفكر الفقيه؟"، أعقبه الشيخ مصطفى ثابت بمحاضرة "الخلود في الآخرة مذاهب الإسلاميين".
واختتمت الفعاليات بمحاضرتين؛ الأولى للأستاذة ندى عبد السلام بعنوان "من الإسكندرية إلى بغداد.. أفلوطين وتأثيره على الفلسفة الإسلامية"، والثانية للشيخ علاء عبد الحميد بعنوان "كيف فكر أرسطو: نظرة في أسئلة الفلسفة المستمرة".
وأوضح المنظمون أن اختيار موضوعات المنتدى تم بناءً على الاحتياج المعرفي لدى الشرائح المستهدفة، مع التركيز على تقديم المحتوى بلغة سهلة وعميقة بعيدًا عن التعقيد الأكاديمي، بما يسهم في جذب الشباب والمثقفين ويتيح لهم فهم قضايا الفلسفة والدين في سياق الواقع المعاصر.
واستهدف المنتدى في المقام الأول جمهور الشباب من طلاب الجامعات والدراسات العليا في أقسام الفلسفة، وشارك فيه عدد من الطلاب من محافظات مختلفة، إلى جانب حضور من الجاليات الإندونيسية والسودانية.
وأكدت مبادرات طابة أن جميع المحاضرات والفعاليات، إضافة إلى النقاشات التفاعلية مع الجمهور، ستُنشر عبر قنوات المؤسسة على منصات التواصل الاجتماعي مرفقة بالعروض التقديمية للمحاضرين، بما يتيح توسيع دائرة الاستفادة من الأفكار المطروحة.
وقد تميز المنتدى هذا العام بتغطيته المتوازنة لعدد من القضايا الفلسفية والعلوم الإنسانية والتجريبية، وتسليطه الضوء على تقاطعاتها مع الدين، ما جعل موضوعاته وثيقة الصلة بأسئلة الشباب وواقعهم الفكري.