رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

عمرو عامر يكتب: قمة نيوم وصدمة «حلف الشيطان»

تفصيلة

حطت طائرة الرئاسة المصرية اليوم في مدينة نيوم السعودية إحدى وجهات التطور في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، وهبط منها زعيم الشرق الأوسط الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي استقبل بحفاوة بالغة من ولي العهدي السعودي، والذي اصطجبه بسيارة خاصة قادها بن سلمان بنفسه تعبيرا وتقديرا وتجليلا لضيفه الكبير، وفي الحقيقة وصف الضيف لاينطبق على الزيارات الرئاسية والملكية بين البلدين لأن الرئيس السيسي حينما يهبط في الأراضي السعودية فهو في بلده الثاني كما مصر هي وطن بن سلمان  الثاني وهذا يقودنا إلى طبيعة العلاقات السعودية المصرية في الاساس والتي حاولت أحلاف الشيطان النفخ فيها من نار الفتنة منذ سنين وإلى الآن والإدعاء بدخولها في مرحلة البرود السياسي ووجود خلافات عميقة بين القاهرة والرياض وأن هناك شبه مقاطعة بين البلدين، وهي أوهام تمنى هؤلاء لو كانت حقيقة لكن الواقع والتاريخ والأرقام تقول إن مصر والسعودية جناحا الأمة العربية التي لاتستطيع أن تحلق دون واحد منها.

التاريخ يقول أن الدولتين كان ومازالتا كل منهما سندا للأخر في الشدة قبل الرخاء وهناك مئات المواقف التاريخية لقادة البلدين تؤكد أن وقت الجد الكل واحد، وأن مصر هي سند السعودية وأن المملكة هي ظهر قوي لمصر، كلاهما يكمل الأخر انطلاقا من يقين لا يلين أن المصلحة المشتركة في الوحدة والتعاون وما افترقا إلا وقد حاق الخطر بكليهما.


الزيارة التي قام بها الرئيس السيسي لأخيه بن سلمان اليوم خرست كل الألسنة التي ادعت بوجود فتور في العلاقات وفي نفس الوقت عززت من التحالف المصري السعودي والذي يصب دوما في صالح الأمة العربية والقضايا المصيرية للمنطقة.. التفاصيل القادمة من «نيوم» تقول إن نقلة نوعية في العلاقات والتعاون بين البلدين قد بدأت على كافة المستويات خاصة في القطاع الاقتصادي وقريبا ستتحرك استثمارات ضخمة في البلدين تساهم في إعادة قوة الاقتصاد المصري وتعزيز تواجد الشركات المصرية في السوق السعودية.

على الصعيد السياسي أدركت القاهرة والرياض مدى دقة وخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة حاليا والأوضاع المأساوية في قطاع غزة ومخططات التآمر والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية التي تحاول قوى دولية تمريرها على حساب العرب والقضية الاولى للعرب.. الزيارة كشفت مدى قوة الأوراق العربية ومرونة المناورات، التي يمكن أن يقدمها العرب لحماية مصالحهم السياسية والاقتصادية والقومية.. قمة نيوم بلاشك وضعت النقاط على الحروف وأعادت فاعلية الموقف العربي القوي واستطاعت أن تعيد ترتيب الأوراق العربية في قمة المصير.


مواقف وقوة الإدارة المصرية حيال كل مايحدث في غزة كان دافعا قويا في تشكيل مواقف كثيبر من الدول الكبرى، ونجحت الدبلوماسية المصرية في تعرية العدوان وصد مخططاته في التهجير والتنكيل وتصدير المشكلات للدول الأخرى ومع مزيد من التنسيق المصري السعودي سوف تتشكل جبهة عربية صلبة تدافع عن حقوق الشعوب العربية وتجهض محاولات فرض الأمر الواقع.

الزيارة التاريخية للرئيس السيسي للمملكة العربية السعودية اليوم، أضافت الكثير لأدوات القوة العربية وللشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأكدت أن المصير واحد واللغة واحدة والدين واحد والماضي والحاضر واحد، والمستقبل سيكون واحد.. لن ترونا إلا معا والقادم يحمل الكثير من المفاجآت وما بين السطور أعظم أثرا مما أعلنته وسائل الإعلام.

تم نسخ الرابط