رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

بين السخرية والجدية.. ابتسامات البيت الأبيض تخفي خلافات الحرب الأوكرانية

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

لم ينسَ الأميركيون ولا الأوكرانيون كيف أثار فولوديمير زيلينسكي غضب دونالد ترامب خلال زيارته السابقة للبيت الأبيض عندما ارتدى ملابس ذات طابع عسكري. 

لكن هذه المرة، بدا الرئيس الأوكراني وقد قرر اللعب على وتر مختلف؛ سترة سوداء أنيقة بأزرار عالية وقميص أسود مغلق الياقة، في اختيار اعتبره مراقبون محاولة لكسر الجمود مع ساكن المكتب البيضاوي وإعطاء دفعة لدبلوماسية السلام.

ابتسامات بروتوكولية

عند مدخل البيت الأبيض، استقبل ترامب ضيفه مبتسماً وقال مازحاً: "أكاد لا أصدق ما أرى، يعجبني كثيراً"، في إشارة إلى إطلالة زيلينسكي الجديدة، فرد الأخير قائلاً: "هذا أفضل ما لديّ". 

كان المشهد مختلفاً تماماً عن البروتوكول الفخم الذي رافق استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام في قاعدة عسكرية بألاسكا حيث مُدّ السجاد الأحمر، أما في واشنطن، فاكتفى ترامب وزيلينسكي بمصافحة بسيطة أمام عدسات الصحافيين قبل التوجه إلى الجناح الغربي.

من الانتقاد إلى المديح

في فبراير الماضي، كان الزي العسكري لزيلينسكي محط انتقادات من إعلاميين مقربين من التيار الجمهوري، أبرزهم براين غلين، قبل أن ينضم ترامب ونائبه جاي دي فانس إلى الهجوم. 

لكن المشهد تغيّر جذرياً هذه المرة؛ فخلال وجوده في المكتب البيضاوي، قال براين غلين مبتسماً: "تبدو رائعاً في هذه البدلة"، ليقاطعه ترامب وهو يربت على كتف زيلينسكي: "قلت له ذلك أيضاً، هذا الرجل نفسه هو من هاجمك المرة الماضية"، في إشارة إلى غلين. فرد زيلينسكي مبتسماً: "أتذكّر ذلك".

مداعبات سياسية

لم تخلُ الجلسة من الطابع الكوميدي الذي يميز الرئيس الأوكراني، الممثل السابق. فعندما قال لغلين: "ترتدون البدلة نفسها، أما أنا فقد غيّرتها"، انفجر ترامب ضاحكاً. لكن الحديث سرعان ما اتجه إلى السياسة، إذ سأل غلين زيلينسكي إن كان سيلتزم تنظيم انتخابات بعد عودة السلام إلى أوكرانيا، فأجاب بالإيجاب، الأمر الذي أثار انتباه ترامب المعروف برفضه الاعتراف بخسارته انتخابات 2020، فعلق مازحاً: "إذا كنا في حالة حرب، فلا انتخابات، صحيح؟"، ليجيبه زيلينسكي بابتسامة: "فكرة تروق لكم".

شكر على غير العادة

هذه المرة، بدا زيلينسكي حريصاً على تجنّب أي اتهام بالجحود. فقال في كلمته: "شكراً على الدعوة، وشكراً جزيلاً على ما تبذلونه من جهود شخصية لوضع حدّ للقتل وإنهاء هذه الحرب". 

ففي فبراير الماضي، كان نائب الرئيس جاي دي فانس قد انتقده بشدة لعدم إظهار الامتنان الكافي للمساعدات الأميركية الضخمة. أما اليوم، فقد فضّل فانس الصمت وترك الساحة للتقارب الحذر بين الرئيسين.

ورغم أن اللقاء لم يغيّر في جوهر الخلافات حول مستقبل الحرب، فإن ما جرى في البيت الأبيض الاثنين يوحي بأن لغة الأزياء والابتسامات قد تكون أحياناً أداة دبلوماسية لا تقل تأثيراً عن البيانات السياسية. 

فهل ينجح زيلينسكي عبر "دبلوماسية اللباس" في الحفاظ على دعم ترامب، ولو مؤقتاً، في مواجهة الكرملين؟

تم نسخ الرابط