حزب "الوعي" بين اتهامات بالفساد والصراع الداخلي.. البلاغات تتوالى ضد القيادة

في الوقت الذي يُفترض أن تكون فيه الأحزاب السياسية ساحات للنقاش وصناعة القرار، والاستعداد لانتخابات النواب 2025، تحوّل حزب "الوعي" إلى مسرح صراع داخلي حاد، خرج من أروقة الاجتماعات المغلقة إلى مكاتب النائب العام ولجنة شؤون الأحزاب والجهاز المركزي للمحاسبات.
القصة بدأت ببلاغات متتالية، لكن جذورها أعمق، تتعلق باتهامات بالفساد المالي، غسيل الأموال، وانفراد رئيس الحزب باسل عادل بالقرار، حتى بات الحزب وفق خصومه "رخصة مؤقتة" لا تتنفس إلا بما يريده الرئيس، بينما تُقصى القيادات المعارضة وتُشوَّه أمام الرأي العام.
من قاعات الاجتماعات إلى أروقة التحقيق
في 9 أغسطس 2025، تقدّم الدكتور محمد عبد المجيد، نائب رئيس الحزب والسكرتير العام التنفيذي، ومعه المحامي إسلام فاضل – السكرتير العام المساعد لقطاع القاهرة الكبرى – ببلاغ إلى النائب العام برقم 1309486، يتهمان فيه رئيس الحزب ونائبه ورئيس اتحاد المرأة بتلقي تبرعات من مصادر محظورة قانونًا، بينها شركات يمنع عليها تمويل الأحزاب، وتحويل الأموال إلى حسابات شخصية، منها حساب زوج رئيس اتحاد المرأة.
لم يكن البلاغ الوحيد، فواصل فاضل الضربات:
10 أغسطس: شكوى إلى لجنة شؤون الأحزاب تتهم رئيس الحزب بتحويل "الوعي" إلى كيان فردي، وإصدار قرارات انتقامية ضد المعارضين.
11 أغسطس: بلاغ إلى الجهاز المركزي للمحاسبات لفحص دفاتر الحزب وحساباته البنكية والتحقق من مسار الأموال.
12 أغسطس: طعن على قرار الهيئة العليا المؤرخ 8 أغسطس – يوم عطلة الحزب – بإقصاء قياديين، مع اتهام بالتزوير المادي والمعنوي بإضافة اسم السكرتير العام المساعد إلى القرار دون مبرر.
13 أغسطس: بلاغ جديد من عبد المجيد إلى لجنة الأحزاب، يجمع فيه كل المخالفات التي يتهم بها قيادة الحزب الحالية.
الملفات المقدمة للجهات الرسمية تتحدث عن:
تحويل اشتراكات الأعضاء وتبرعاتهم إلى حسابات خاصة.
عقود دعاية وإعلانات بملايين الجنيهات تظهر القادة وكأنهم يمولون الحزب من أموالهم الخاصة.
قرارات إدارية مخالفة للوائح، وحجب اللائحة الداخلية عن قيادات الحزب غير الموالين.
سياسات إقصاء انتقائية تستهدف من ينتقد رئيس الحزب أو يطالبه بالشفافية.
اتهامات بلا مجاملة
وصف عبد المجيد ما يحدث بأنه "إبادة سياسية" لقيادات الحزب، وأعلن إسلام فاضل أنه "لن يسكت عن أي يد تتلوث بالمال أو المنصب". وأكد الاثنان أن تحركاتهما موثقة، وأن ما يصدر من بيانات عن رئيس الحزب ما هو إلا "محاولة لتزييف الواقع".