غزة على صفيح ساخن.. أخطر معركة ميدانية تترقبها الحرب

في قلب التصعيد المستمر بقطاع غزة، تبرز مدينة غزة كأكثر الجبهات حساسية وخطورة في خطط الجيش الإسرائيلي، كونها المعقل الأبرز لسلطة حركة حماس ومركز ثقلها السياسي والعسكري، وبين الأزقة الضيقة والكثافة السكانية الهائلة، يستعد الطرفان لمواجهة قد توصف بأنها "أم المعارك"، حيث يرى البعض أن السيطرة على هذه المدينة ستكون اختبارا بالغ التعقيد قد يغير مسار الحرب برمتها.
قبل الحرب، كان يسكن غزة أكثر من 760 ألف شخص، لكن الحصار والضربات الإسرائيلية التي طالت كل مناطق القطاع دفعت عشرات الآلاف للنزوح نحوها، حتى امتلأت بالأحياء المؤقتة والخيام فوق أنقاض البيوت المدمرة، ومع ذلك، يقدّر أن نحو 300 ألف شخص لم يغادروا منازلهم رغم القصف المستمر، مما يجعل أي عملية عسكرية داخل المدينة قنبلة إنسانية موقوتة.
الخطة الإسرائيلية
خطة نتنياهو تنص على إخلاء المدينة عبر ممرات ومناطق آمنة، لكن خبراء إسرائيليين، بينهم الجنرال السابق عمير عفيفي، يرون أن تلك المناطق مكتظة أصلًا ولا يمكنها استقبال المزيد، بينما تحذر منظمات دولية من أن المساعدات الإنسانية نفسها تحولت إلى مصائد موت بعد مقتل مدنيين يوميًا خلال توزيعها.
قلب المقاومة
المدينة ينتشر بها كتائب القسام، حيث يقدّر الضابط السابق في الاستخبارات ميكايل ميلشتاين وجود ما بين 10 و15 ألف مقاتل، كثير منهم جندوا حديثًا، ومع شبكة أنفاق ضخمة، ومستودعات أسلحة، واحتمال وجود رهائن، يتوقع أن تتحول المواجهة إلى معركة شوارع دامية.
تحذيرات من كارثة شاملة
مايراف زوزين من "مجموعة الأزمات الدولية" تقول إنه من المستحيل تجنب وقوع كارثة إنسانية كبرى، مع خسائر في صفوف الرهائن، وأضرار مادية "تمحو كل شيء"، حتى رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أبدى معارضة للخطة بسبب الكلفة البشرية الهائلة، قبل أن يعلن لاحقًا جاهزية الجيش لخوض المعركة "كما فعل في خان يونس ورفح".
مع كثافة سكانية خانقة، أزقة ضيقة، ومبانٍ مرتفعة، يتفق الخبراء على أن أي هجوم على غزة سيكون الأكثر تعقيدًا منذ بدء الحرب، وربما يتحول إلى معركة استنزاف طويلة، حيث لا يملك أي طرف ترف التراجع دون ثمن باهظ.