أذرع الإخوان الرقمية.. كيف يدير التنظيم مخططات صناعة الفوضى؟

تخوض جماعة الإخوان الإرهابية معركة ممنهجة على جبهة الفضاء الرقمي، عبر منظومة متعددة المستويات من المنصات الإعلامية، والصفحات الإلكترونية، والمجموعات المغلقة، تهدف جميعها إلى إعادة إنتاج السردية الإخوانية وتفكيك ثقة المواطن في مؤسسات الدولة المصرية.
هذه الشبكة المعقدة تشمل قنوات فضائية، وصفحات خدمية، ومنصات رياضية وفنية، وكتائب يوتيوب، بل ومجموعات واتساب داخل كل بيت مصري.
مذيعو الخارج
تعتمد الجماعة على عدد من المذيعين العاملين في قنواتها بالخارج مثل "الشرق"، "مكملين"، "وطن"، "الحوار"، مستغلة جماهيريتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
أسماء مثل معتز مطر، حمزة زوبع، عبد الله الشريف، وعماد البحيري، من أبرز وجوه هذه المنظومة، التي تجمع بين البث الفضائي والتفاعل الرقمي لخلق دوائر تأثير متشابكة.
صفحات إخبارية واسعة الانتشار
تستند الجماعة أيضًا إلى منصات إخبارية شهيرة مثل "شبكة رصد"، "عربي بوست"، "نون بوست"، "عربي 21"، و"العربي الجديد"، والتي تتبنى بوضوح خطابًا مناهضًا للدولة المصرية.
وتُستخدم هذه الصفحات في تسويق الرواية الإخوانية بصيغ مرئية ونصية متنوعة، تشمل الفيديوهات، الإنفوجراف، والتقارير المكتوبة.
صفحات بلا هوية سياسية
من أبرز أدوات الجماعة ما يمكن تسميته بـ"الاختراق غير المباشر"، من خلال صفحات فنية وتراثية ورياضية تحمل أسماء محببة للمصريين، مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، وكذلك صفحات كروية.
هذه الحسابات تُبقي على الحياد الظاهري لسنوات، حتى يتم استدعاؤها عند "لحظة الصفر" لبث محتوى موجه، كما حدث عقب وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي.
صفحات متخصصة في ضرب الثقة
في حالات الأزمات الكبرى مثل جائحة كورونا، ظهرت صفحات صحية تقدم استشارات وخدمات طبية على مدار سنوات، قبل أن تنقلب فجأة على وزارة الصحة وتنشر محتوى مفبركًا لتقويض الثقة في النظام الصحي.
وتكرر الأمر في ملفات التعليم والثقافة والرياضة والمناخ، حيث تُوظف صفحات متخصصة لتقويض جهود الدولة دون التصادم المباشر مع السياسة.
البرمجة الفكرية
في حال تعذر امتلاك صفحة شعبية، يسعى التنظيم إلى زرع عناصر ضمن إدارتها لحقن محتواها بإشارات أيديولوجية غير مباشرة.
خلال حملة محمد علي على الدولة المصرية، ظهرت مئات المنشورات الدينية والفنية والثقافية التي تهاجم "الفساد"، من دون أن تُظهر ارتباطًا تنظيميًا مباشرًا.
مجموعات واتساب
اكتشف التنظيم قيمة مجموعات تطبيق "واتساب" كوسيلة لبث الشائعات داخل الأسر المصرية، خاصة بشأن ملفي التعليم وكورونا.
عبر عناصر معروفة أو خلايا نائمة، تم ضخ كم هائل من الأكاذيب والتضليل الذي استهدف تعطيل مشروع إصلاح التعليم وتخويف الناس من خطط الدولة الصحية.
كتائب يوتيوب
مع عزوف الشباب عن القراءة، أنشأ التنظيم منصات مرئية عبر يوتيوب تمول بسخاء من تركيا وقطر ولندن، تنتج محتوى ثقافيًا وتاريخيًا يخدم الرواية الإخوانية.
تُعاد صياغة الوقائع التاريخية والإنجازات القومية لصالح خطاب الجماعة، حتى في القضايا غير المصرية، بهدف تحريف الوعي واحتكار الحقيقة.
الظهير المدني
لا تقتصر أدوات الجماعة على الأعضاء المباشرين، بل تشمل أيضًا "ظهيرًا مدنيًا" من شخصيات يسارية أو ليبرالية أو حقوقية، تلتزم بخطاب الجماعة وتعيد بث رسائلها عبر صفحاتها الشخصية الموثقة، ما يمنح الرواية الإخوانية غطاءً غير حزبي.
كلوب هاوس
استثمرت الجماعة في تطبيق "كلوب هاوس" لترويج فكرة "الحوار مع الإرهابيين"، حيث تُستضاف العناصر الهاربة في غرف يديرها نشطاء من تيارات ليبرالية ويسارية، يتم فيها تسويق الرؤية الإخوانية على أنها "بديل سياسي مشروع".