مصر تحتضن أشقاءها.. رحلات العودة الطوعية للسودانيين تتواصل وسط دعم وتيسيرات إنسانية

في مشهد يعكس عمق الروابط التاريخية والإنسانية بين الشعبين المصري والسوداني، تتواصل من القاهرة رحلات العودة الطوعية للأشقاء السودانيين إلى وطنهم، بعد ما يقارب عامين من استضافتهم في مصر، إثر اندلاع الحرب في السودان خلال أبريل 2023.
مصر التي فتحت أبوابها منذ اللحظة الأولى للأزمة، استقبلت أكثر من 1.5 مليون سوداني، وقدّمت كل ما يمكن من دعم ومساعدات إنسانية في ظل ظروف إقليمية شديدة الصعوبة.
واليوم، ومع تحسن نسبي في بعض المناطق السودانية، بدأ عدد متزايد من السودانيين في اتخاذ قرار العودة الطوعية إلى بلادهم، وسط تعاون مصري كامل لتسهيل إجراءات المغادرة وضمان سلامتهم.
مصر تُيسّر الطرق
بحسب اللجنة المشرفة على ملف العودة، تم تسيير 187 رحلة منذ انطلاق المرحلة الأولى في أبريل الماضي، نُقل خلالها أكثر من 11 ألف سوداني من القاهرة إلى الخرطوم. ومنذ هذا الأسبوع، بدأت المرحلة الثانية عبر القطارات، لتوفير مزيد من الراحة ونقل أعداد أكبر في وقت أقل، بالتعاون مع السلطات المصرية.
أميمة عبد الله، رئيس لجنة العودة الطوعية أكدت في تصريحات صحفية، أن جميع الرحلات مجانية، وتشمل القطار حتى السد العالي، ثم النقل البري داخل السودان حتى وجهة الوصول النهائية، مضيفة: "نحن ننسق مع الجهات المصرية بشكل يومي، وهناك تسهيلات غير مسبوقة في المعابر والمنافذ الحدودية".
دعم إنساني لا يتوقف
طوال فترة الإقامة، وفرت مصر الرعاية الطبية والتعليمية والخدمات الأساسية لمئات الآلاف من الأشقاء السودانيين، رغم الضغط الكبير على البنية التحتية والاقتصاد الوطني. وقد تم تخصيص مقرات إيواء ومراكز طبية ومساعدات نقدية وغذائية، بالتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية.
يقول ياسر فراج، مدير مكتب "حق" للدعم القانوني والنفسي للاجئين في حديثه الإعلامي، "الدولة المصرية لم تُقصّر، بل قدّمت ما لم تقدمه دول كثيرة، وكانت حاضنة آمنة في لحظة انهيار تام داخل السودان".
مشاعر مختلطة.. لكن التقدير حاضر
رغم أن بعض العائدين يغادرون بسبب ضغوط اقتصادية أو ظروف معيشية صعبة، فإنهم جميعًا يعبّرون عن امتنانهم للسنوات التي قضوها في مصر.