مصنع عالمي في قلب مصر.. استثمارات صينية جديدة في ألياف البوليستر

في ظل سعي الدولة المصرية لتوطين الصناعات الاستراتيجية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، تتزايد الجهود لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة من كبرى الكيانات الصناعية العالمية.

ويأتي قطاع صناعة الغزل والنسيج على رأس أولويات الدولة نظرًا لكونه أحد أعمدة الاقتصاد المصري وأحد أبرز الصناعات كثيفة العمالة.

وفي هذا السياق، شهدت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحركًا جديدًا نحو استقطاب واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال تصنيع ألياف البوليستر.

كشفت مجموعة "شين فنج منج – XinfengMing" الصينية، الرائدة عالميًا في صناعة ألياف البوليستر، عن خطتها لإقامة مصنع متخصص في مصر، ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بهدف توطين هذه الصناعة المهمة والاستفادة من المزايا التنافسية التي توفرها مصر كمركز صناعي ولوجستي إقليمي.

جاء ذلك خلال زيارة وفد رسمي من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، برئاسة المهندس وليد جمال الدين، إلى عدد من المدن الصينية، شملت هانغتشو وتونغشيانغ في مقاطعة تشجيانغ، حيث التقى الوفد بمسؤولي الشركة الصينية، وعلى رأسهم كويلونغ تشوانغ رئيس مجلس الإدارة، ونائبه جوزيف ما، والمدير التنفيذي جيانيو شين.

ناقش الطرفان سبل التعاون المحتمل، حيث قدمت الشركة عرضًا تفصيليًا حول أنشطتها الإنتاجية في الصين والعالم، مع التركيز على خططها التوسعية، والتي تتضمن إنشاء خطوط إنتاج متطورة داخل مصر لخدمة السوق المحلي والإقليمي.

ويستهدف المشروع دعم سلسلة القيمة في قطاع الغزل والنسيج المصري، وتوفير مدخلات إنتاج عالية الجودة للمصانع المحلية، بما يشمل أيضًا الصناعات المغذية لصناعة السيارات، والملابس الجاهزة، وغيرها من الصناعات المعتمدة على ألياف البوليستر.

وقد اختتم وفد الهيئة الاقتصادية زيارته بجولة ميدانية في مصانع XinfengMing، تعرف خلالها على خطوط الإنتاج المتطورة والتقنيات الحديثة التي تعتمدها الشركة في تصنيع ألياف البوليستر، والتي تعكس خبرتها الممتدة في هذا القطاع.

تجدر الإشارة إلى أن مصر تستورد سنويًا ما يقارب 800 مليون دولار من ألياف البوليستر، التي تُستخدم بشكل واسع في صناعة الملابس، سواء بشكل منفرد أو ممزوجة مع ألياف طبيعية أخرى مثل القطن. وقد بدأت الحكومة بالفعل في يناير الماضي إعادة تشغيل مصنعها للحرير الصناعي وألياف البوليستر في كفر الدوار، بعد توقف دام أكثر من 12 عامًا، في محاولة لتقليل الفجوة بين الإنتاج المحلي والطلب.

وتعد هذه الخطوة من جانب شركة XinfengMing الصينية مؤشرًا إيجابيًا على الثقة المتنامية في مناخ الاستثمار المصري، لا سيما داخل المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة، ونجاح الدولة في تسويق الفرص الواعدة في قطاعات التصنيع والطاقة والتصدير