رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

"إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح".. موضوع خطبة اليوم الجمعة

أرشيفية
أرشيفية

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة، اليوم 25 يوليو 2025 الموافق 30 من محرم 1447 هـ، تحت عنوان: «إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح»، مؤكدة على جميع الأئمة ضرورة الالتزام بنص الخطبة أو مضمونها على الأقل، مع عدم تجاوز الزمن المحدد للخطبتين، وهو خمس عشرة دقيقة.

وشددت الوزارة على أهمية استثمار الوقت بوصفه رأس مال الإنسان الحقيقي، داعية إلى غرس ثقافة الانضباط الزمني في النفوس، وتعزيز قيمة الوقت في بناء الشخصية الناجحة والفاعلة في المجتمع.

إشارات قرآنية ونبوية حول قيمة الوقت

تناولت خطبة اليوم محاور متعددة حول قيمة الوقت في حياة الإنسان، مشيرة إلى أن الله عز وجل قد أقسم في كتابه الكريم بالزمن في أكثر من موضع، دلالة على عظم شأنه، ومنها قوله تعالى: {والفجر}، و{والضحى}، و{والعصر}، كما جاء في سورة العصر: {إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

وأوضحت الخطبة أن أعظم النعم التي قد يُغبن فيها الإنسان هي الصحة والفراغ، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، لافتة إلى أن من لم يستثمر وقته في طاعة الله وإصلاح دنياه وآخرته، فهو من الخاسرين.

الوقت مسؤولية وميدان للمحاسبة

وأشارت الخطبة إلى أن الإنسان يُسأل يوم القيامة عن وقته مرتين، الأولى عن عمره بشكل عام، والثانية عن شبابه بشكل خاص، وذلك في الحديث النبوي الشريف: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن خمس...»، وهو ما يعكس أهمية إدارة الوقت وضرورة استثماره في الخير والعمل الصالح.

الوقت والعبادة.. ارتباط وثيق

كما شددت الخطبة على أن جميع العبادات في الإسلام مرتبطة بأوقات محددة، من الصلاة والزكاة إلى الصيام والحج، مما يؤكد أن إدارة الوقت ليست فقط مهارة حياتية، بل هي عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى.

التحذير من إهدار الوقت عبر مواقع التواصل

وفي الخطبة الثانية، تناول الأئمة ضوابط التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، محذرين من إهدار الوقت في تصفح المحتوى التافه أو المحرم، والتساهل في الخلوات الإلكترونية التي قد تؤدي إلى الفتنة، مؤكدين أن هذه الوسائل الحديثة قد تكون بابًا للخير أو بابًا للشر، بحسب استخدام الإنسان لها.

ودعت الخطبة إلى تحري النية الصالحة في كل استخدام رقمي، وتجنب ترويج الشائعات أو مشاركة المحتويات المنافية للأخلاق، والالتزام بأدب الحوار، وعدم الانشغال بالعالم الافتراضي على حساب العلاقات الأسرية والاجتماعية الواقعية.

نماذج مضيئة من السلف الصالح

وسلطت الخطبة الضوء على نماذج من الصحابة والعلماء الذين أثروا الدنيا بعلمهم في عمر قصير، مثل معاذ بن جبل، والإمام الشافعي، والنووي، والغزالي، مبينة أن البركة في الوقت هي منحة إلهية لا تتحقق إلا بالإخلاص والعمل الجاد.

واختتمت الخطبة بعدد من التوصيات، من بينها: تنظيم الوقت، وتحديد الأولويات، واغتنام أوقات البكور، والمداومة على العمل ولو بالقليل، والتوازن بين الجد والترويح عن النفس، وعدم تأجيل الأعمال الصالحة، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسًا قبل خمس...».

وأكدت وزارة الأوقاف أن هذه الخطبة تأتي في إطار جهودها التوعوية لترسيخ القيم الإيمانية والسلوكية في المجتمع، وتنمية وعي المواطن بأهمية الوقت كقيمة دينية ووطنية وإنسانية.

تم نسخ الرابط