رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

النووي الإيراني واستقرار الشرق الأوسط.. ماذا دار في لقاء بوتين-لاريجاني؟

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الكرملين يؤكد دعم موسكو للتسوية السياسية وتفعيل معاهدة الشراكة الاستراتيجية

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني، في لقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، على رأسها البرنامج النووي الإيراني وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

أكد الكرملين، في بيان، أن الجانبين شددا على أهمية تحقيق الاستقرار الإقليمي وخفض التصعيد، إلى جانب الدفع باتجاه تسوية سياسية للملف النووي الإيراني.

معاهدة الشراكة الاستراتيجية على الطاولة

وأبدت طهران خلال اللقاء اهتماماً متزايداً بتفعيل بنود معاهدة الشراكة الاستراتيجية الروسية الإيرانية، وخاصة تلك المتعلقة بالتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، وذلك على المستويين السياسي والتقني.

وتسعى إيران، إلى توسيع التعاون مع موسكو في إنشاء محطات نووية جديدة، وإعادة تأهيل بعض المنشآت المتضررة نتيجة الغارات الإسرائيلية والأمريكية، ما يُعد رسالة واضحة بمواصلة تطوير بنيتها النووية ضمن الإطار السلمي.

مقترح روسي لمعالجة اليورانيوم المخصب

وتناول اللقاء أيضاً المقترح الروسي القاضي بـنقل فائض اليورانيوم المخصب الإيراني إلى روسيا لمعالجته، ثم إعادته لاستخدامه في أغراض سلمية داخل إيران. 

ويُنظر إلى هذا المقترح على أنه مخرج تقني ودبلوماسي قد يُرضي الأطراف الغربية دون المساس بحق إيران في التخصيب.

موسكو كوسيط تفاوضي

وفي الشق السياسي من اللقاء، طلبت طهران من موسكو تعزيز دورها كوسيط فعال في أي جولة قادمة من مفاوضات الاتفاق النووي، وذلك بهدف تجسير الفجوة بين المواقف الأوروبية والأمريكية من جهة، والموقف الإيراني من جهة أخرى.

ويُعد هذا الطلب تأكيداً على مكانة موسكو المتنامية في الملف النووي الإيراني، وقدرتها على التأثير في مخرجات أي اتفاق محتمل، خصوصاً في ضوء المقترحات التقنية التي تطرحها روسيا بشأن تخصيب ونقل اليورانيوم.

المصالح الروسية

ويأتي اهتمام روسيا بهذه الملفات انطلاقاً من مصالح استراتيجية مباشرة، فالتعاون مع إيران في المجال النووي يشكل وسيلة للتحايل على العقوبات الغربية المفروضة على كلا البلدين، كما يساهم في تخفيف عزلة موسكو الدولية التي تفاقمت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وفق الباحث في الشوؤن الدولية محمد خيري.

وقال خيري لـ"تفصيلة"، أن تسوية الملف النووي الإيراني قد تساهم في خفض حدة التوتر في الشرق الأوسط، وهو ما قد يمنح موسكو مساحة لاستعادة بعض من نفوذها الإقليمي الذي تراجع خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في ظل المنافسة المتزايدة مع كل من الولايات المتحدة والصين في المنطقة.

تم نسخ الرابط