رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

ترامب يعيد إثارة ملف سد النهضة الإثيوبي.. مغازلة أم تمرير أجندات؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسليط الضوء على أزمة سد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا أن إدارته لعبت دورًا محوريًا في تهدئة التوتر بين القاهرة وأديس أبابا خلال فترة رئاسته الأولى.

جاء ذلك في خطاب أمام أعضاء مجلس الشيوخ في واشنطن استعرض خلاله عددًا من الملفات على صعيد السياسة الخارجية التي زعم أنه نجح في إدارتها بفاعلية خلال فترة وجيزة، من بينها أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تابعت الأزمة بين القاهرة وأديس أبابا عن كثب، عبر صور الأقمار الصناعية، لافتًا إلى أن النيل يُمثل شريان الحياة لمصر، وأن بلاده – رغم كونها من ممولي بناء السد – تدخلت لاحتواء التصعيد، معبرًا عن أمله في التوصل إلى تسوية دائمة.

وفي وقت سابق، وصف الرئيس الأمريكي خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في المكتب البيضاوي، سد النهضة الإثيوبي بأنه مشكلة كبيرة تعمل الولايات المتحدة على حلها.

وشدد ترامب على أن هذه المشكلة كان يجب أن يتم حلها قبل بناء السد الذي أغلق تدفّق المياه إلى نهر النيل، وهذا غير مقبول.

وأوضح أن الولايات المتحدة ستحلّ هذه الأزمة بسرعة كبيرة، مؤكدًا أن نهر النيل مصدر حياة بالنسبة لمصر لا يمكن التفريط فيه.

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

ترحيب مصري 

في القاهرة، لاقت تصريحات ترامب ترحيبًا رسميًا، حيث عبّر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديره لما وصفه بحرص ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل بشأن أزمة السد الإثيوبي، معتبرًا أن ذلك يعكس جدية الإدارة الأمريكية في تسوية النزاعات الدولية ودعم الأمن والاستقرار.

كما أعرب السيسي عن ثقته في قدرة ترامب على حل النزاعات المعقدة حول العالم، سواء في أوكرانيا أو الأراضي الفلسطينية أو القارة الإفريقية.

تساؤلات حول التوقيت والدوافع

ورغم هذا الترحيب، إلا أن تصريحات ترامب أعادت الجدل حول طبيعة الدور الأمريكي في الأزمة وطرحت تساؤلات حول أهداف الخطاب وتوقيته.

اعتبر الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، أن الرئيس الأمريكي يسعى إلى إعادة تقديم نفسه كصانع معجزات دبلوماسية بعد إخفاقه في عدد من الملفات الدولية.

وقال الفقي لـ"تفصيلة"، إن ترامب يحاول تعويض إخفاقاته في قضايا الشرق الأوسط وأوكرانيا، مضيفًا أن تصريحاته حول سد النهضة تحمل بعدين: مغازلة مصر والسودان، ومحاولة تمرير أجندات أمريكية إسرائيلية بشكل غير مباشر.

وحذّر الفقي من أن تلك التصريحات قد تكون غطاء لتمرير طروحات مرفوضة، مثل فكرة إقامة معسكرات للتهجير أو توطين الفلسطينيين في دول عربية، وهو ما تعتبره مصر خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.

وأشار إلى أن تذكير ترامب بدور إدارته السابقة في ملف السد يأتي ضمن محاولاته لاستعادة موقعه في المشهد الدولي، خاصة أن مفاوضات عام 2020 كانت على وشك النجاح قبل انسحاب إثيوبيا بضغوط من أطراف إقليمية.

وشدد الفقي على أن مصر متمسكة بالمبادئ التي تم التوافق عليها خلال المفاوضات السابقة، لكنه أكد أن أي اتفاق لم يتم توقيعه رسميًا لا يلزم القاهرة قانونيًا أو سياسيًا.

سدّ النهضة الإثيوبي
سدّ النهضة الإثيوبي

وكان مشروع سد النهضة الإثيوبي قد أُطلق في عام 2011 بميزانية بلغت 4 مليارات دولار، يبلغ عرضه 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترًا.

وتعتبر أديس أبابا أن السد ضروري لتوفير الكهرباء، لكنه شكّل مصدر توتر مع مصر والسودان المجاورتين اللتين تبديان قلقهما من تأثيره المحتمل على إمدادات المياه.

تم نسخ الرابط