رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

إسرائيل توقف غاراتها استجابة لطلب أمريكي.. ماذا يحدث في السويداء السورية؟

السويداء
السويداء

تعهدت إسرائيل للولايات المتحدة بوقف هجماتها الجوية على قوات الجيش السوري في محافظة السويداء جنوب البلاد، وذلك في استجابة مباشرة لطلب من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما نقله موقع أكسيوس الأمريكي.

وأفاد مسؤول أمريكي، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل أبلغت واشنطن بنيّتها وقف الضربات العسكرية مساء الثلاثاء، بعد تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة التي شهدت مقتل العشرات منذ مطلع الأسبوع.

إسرائيل تتذرع بحماية الدروز وتتوعد النظام

قالت الحكومة الإسرائيلية إن هجماتها استهدفت قوات النظام السوري والأسلحة التي تُنقل إلى السويداء، بدعوى حماية الأقلية الدرزية، مؤكدَة أن انتشار القوات السورية في الجنوب يمثل انتهاكًا لسياسة نزع السلاح المفروضة على المنطقة المحاذية للحدود الإسرائيلية.

وأضاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك، أن إسرائيل ملتزمة بمنع تعرض الدروز في سوريا للأذى، انطلاقًا من التحالف العميق مع المواطنين الدروز في إسرائيل.

غارات جوية واشتباكات دامية في السويداء

وشن طيران جيش الاحتلال غارات جوية متواصلة لليوم الثاني على مواقع في جنوب غرب سوريا.

تأتي هذه التطورات في وقت يكابد فيه الرئيس السوري أحمد الشرع لتثبيت سلطته على الجنوب بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد أواخر العام الماضي. 

كما سلطت الأزمة الضوء على التوتر الطائفي المتفاقم، خاصة بعد مواجهات عنيفة شهدها الساحل السوري في مارس.

دمشق تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية السورية الهجمات الإسرائيلية، محمّلة تل أبيب المسؤولية الكاملة عن تبعاتها. 

وأكدت الوزارة، في بيان، حرص الحكومة على حماية جميع أبناء سوريا، وفي مقدمتهم أبناء الطائفة الدرزية.

وقالت الوزارة إن الهجمات أسفرت عن سقوط قتلى من المدنيين والعسكريين، دون ذكر أعداد محددة. 

فيما دعت الرئاسة السورية الجهات الرقابية لاتخاذ إجراءات قانونية فورية بحق أي تجاوزات.

الهجري يتهم النظام ويدعو للمقاومة

وكان الزعيم الروحي للدروز الشيخ حكمت الهجري قد نشر بيانًا مسجلاً اتهم فيه القوات السورية بانتهاك وقف إطلاق النار، ودعا المقاتلين لمواجهة ما وصفه بالهجوم البربري.

وردت وزارة الدفاع السورية ببيان أعلن وقفًا تامًا لإطلاق النار، مؤكدة أن القوات لن تفتح النار إلا دفاعًا عن النفس.

وأعلنت الوزارة نشر قوات من الشرطة العسكرية في السويداء لضبط الأمن ومحاسبة المتجاوزين.

انقسام داخل المجتمع الدرزي

قالت القيادة الروحية لطائفة الموحدين الدروز إنها ستسمح بدخول القوات الحكومية إلى مدينة السويداء بهدف وقف القتال، داعية الجماعات المسلحة إلى تسليم أسلحتها والتعاون. 

غير أن الهجري عاد ليصف البيان بالمفروض من دمشق، مؤكداً أن النظام السوري خرق الاتفاق وواصل إطلاق النار على السكان.

التصعيد يفاقم أزمة الشرع رغم تقاربه مع ترامب

وتأتي هذه الأحداث وسط تقارب ملحوظ بين الرئيس السوري أحمد الشرع وإدارة ترامب، التي رفعت العقوبات عن دمشق في مايو الماضي. 

ومع ذلك، يرى مراقبون أن استمرار العنف يهدد استقرار الجنوب السوري، ويقوّض محاولات الشرع لترسيخ سلطته بعد تغييرات القيادة في دمشق.

قلق أمريكي ومساعٍ للتهدئة

من جهته، صرح المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس بيريك أن واشنطن على تواصل مع جميع الأطراف للمضي نحو الهدوء والتكامل، في وقت حذرت فيه تقارير من تصعيد محتمل على الحدود السورية-الإسرائيلية إذا استمر القتال حول السويداء.

وفي وقت سابق من هذا العام، عقدت اجتماعات مباشرة بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين لبحث الترتيبات الأمنية في الجنوب.

تم نسخ الرابط