رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

هدنة متعثرة.. لماذا فقد الوسطاء الثقة في مقترح وقف النار في غزة؟

تفجير داخل إسرائيل
تفجير داخل إسرائيل

منذ أكثر من أسبوع، وتحديدًا يوم 6 يوليو الماضي، انطلقت جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة، بين مفاوضين من إسرائيل وحركة حماس

الورقة المطروحة هذه المرة مدعومة أمريكيًا، وتشمل هدنة لـ60 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح رهائن على مراحل، وانسحابات إسرائيلية محسوبة من شمال وجنوب غزة، مع دخول مساعدات إنسانية فورية، وبدء مفاوضات على وقف دائم للحرب.

لكن رغم كل التحركات، بدأت حالة التفاؤل التي صاحبت بداية الجولة  تتراجع بهدوء، حسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر قريبة من طاولة التفاوض.


الرهائن مقابل زمن

واحدة من البنود الأساسية في الورقة تنص على إعادة 10 رهائن أحياء، إلى جانب جثامين 18 آخرين خلال فترة الهدنة،  وفي المقابل، تطلق إسرائيل عددًا من الأسرى الفلسطينيين لكنه لم يُحدد بعد.

المثير في الترتيب أن التبادلات مقسّمة زمنيًا بأن أول دفعة تشمل 8 رهائن، يليها انسحاب إسرائيلي جزئي من شمال غزة، ثم دفعة ثانية من الجثامين، يقابلها انسحاب من الجنوب.


مساعدات تحت الرقابة

بحسب اتفاق سابق يناير الماضي، تدخل المساعدات فورًا، وبكميات “كافية”، حسب التعبير المستخدم، ويكون تدخلها برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر، لكن دون وضوح كامل بشأن حجم الإمدادات أو كيفية توزيعها على الأرض، خاصة أن كثير من المناطق لا تزال غير آمنة أو تحت سيطرة عسكرية مباشرة.

 

مفاوضات على وقف شامل

اليوم الأول من الاتفاق من المفترض أن يشهد بدء مفاوضات مباشرة حول وقف دائم لإطلاق النار، وإذا نجحت، يُفرج عن كافة الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.

لكن في المقابل، يرى بعض المراقبون خلال حديثه ل"رويترز" أن هذا البند "مفتوح جدًا"، وتعتمد جدّيته بالكامل على نوايا الطرفين، التي لا تزال محل شك، خصوصًا في ظل التناقضات داخل الحكومة الإسرائيلية.

 

ماذا تريد إسرائيل من الاتفاق؟

الانقسام واضح داخل حكومة نتنياهو, وزيران بارزان في اليمين المتطرف " بتسلئيل سموتريتش" "وإيتمار بن غفير"  يرفضان  فكرة أي وقف لإطلاق النار، ويطالبان بإكمال الحرب حتى "إنهاء حماس تمامًا".

وحتى الآن، لم يتضح ما إذا كانا سيستقيلان في حال تم التوقيع، لكن بحسب ما أوردته رويترز، فإن نتنياهو يحاول امتصاص رفضهم عبر خطط مثل توسيع السيطرة الإسرائيلية داخل غزة، وبناء "مدينة إنسانية" في جنوب القطاع قد تستوعب نحو 600 ألف شخص.

الخطة الرسمية تقول إن المدينة ستكون "منطقة آمنة"، بينما يصفها المعارضون بأنها أقرب إلى معسكر اعتقال مغلّف بلغة إنسانية.

 

ماذا تطلب حماس؟

ترفض حماس فكرة وجود مدينة إنسانية مغلقة أو إبقاء أي منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة، و تعتبر ذلك تقليصًا مباشرًا من نفوذها، وتطالب بانسحاب كامل إلى خطوط ما قبل هدنة يناير.

كما تطالب بضمانات أمريكية واضحة بأن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى نهاية حقيقية للحرب، لا مجرد هدنة مؤقتة قابلة للانهيار في أي لحظة.

 

لعبة توقيت

واحدة من النقاط التي تلفت الانتباه، هي أن بعض المراقبين يرون أن نتنياهو يراوغ لكسب الوقت حتى 27 يوليو، موعد بدء عطلة الكنيست الصيفية، حيث يصبح من الصعب سياسيا إسقاط الحكومة أو تمرير قرارات مصيرية.

تم نسخ الرابط