هجوم روسي بمئات المسيرات يهز أوكرانيا.. وكييف ترد بصفقة "الطائرات الذكية"

في تصعيد جديد يُنذر بتوسّع رقعة الحرب، شنت القوات الروسية ليل السبت وحتى فجر الأحد هجمات مكثفة بطائرات مسيّرة استهدفت عدة مدن أوكرانية، أبرزها خاركيف وزابوريجيا ونيكولاييف، ما أدى إلى اندلاع حرائق وتضرر منشآت مدنية واقتصادية، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط أكثر من 120 طائرة مسيّرة أوكرانية في المقابل.
وأكد عمدة خاركيف، إيهور تيريخوف، وقوع سلسلة انفجارات هزت المدينة، بينما أشارت تقارير عسكرية إلى اندلاع حرائق في أحياء متعددة، وأسفرت إحدى الضربات عن إصابة امرأة في الأربعين من عمرها.
كما أعلنت السلطات المحلية في زابوريجيا عن تضرر مزرعة ومستودعات، دون تسجيل خسائر بشرية.
وفي نيكولاييف، دوت صفارات الإنذار طوال الليل، تزامنًا مع تقارير عن انفجارات متتالية، بينما تم تعليق مؤقت للرحلات الجوية في موسكو وعدد من المطارات الروسية الكبرى، بعد إسقاط أربع طائرات مسيرة كانت متجهة للعاصمة الروسية.
وفيما بدا ردًا سريعًا من كييف، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن توقيع اتفاقيات استراتيجية مع عدد من الشركاء الأوروبيين، وشركة دفاع أميركية رائدة، لتوسيع إنتاج الطائرات المسيّرة محليًا، مؤكدًا أن بلاده ستحصل هذا العام على "مئات الآلاف من المسيّرات" المتطورة، مع زيادة الكميات في عام 2026.
وقال زيلينسكي، في رسالة مصوّرة عبر منصة "إكس"، إن كييف لن تنتظر مزيدًا من التأخير في الدعم الغربي، ونحن بصدد بناء جدار جوي ذكي، يحمي أوكرانيا من الهجمات الغادرة، ويعيد توازن القوة في سماء الحرب."
من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت نحو 94 مسيرة أوكرانية خلال الليل فقط، بينها 17 فوق بريانسك، و11 فوق أوريول، إضافة إلى مسيّرات أصابت مركبات مدنية في بيلغورود.
ومع استمرار النزاع الذي دخل عامه الرابع، باتت الطائرات المسيّرة أحد أبرز أسلحة المواجهة، إذ تحولت إلى عنصر حاسم في كسر الدفاعات والهجوم العميق، ما يعزز سباق التسليح بين موسكو وكييف، في ظل ترقب دولي لمآلات الصراع المفتوح.