التحريات تكشف سبب حادث الطريق الإقليمي: تجاوز متهور انتهي بكارثة

كشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها أجهزة الأمن في الجيزة، تفاصيل الحادث المروع الذي وقع صباح اليوم السبت على الطريق الإقليمي في نطاق منشأة القناطر، وأسفر عن مصرع 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين.
حادث الطريق الإقليمي
وأكدت التحريات أن سبب الحادث يرجع إلى تصرف متهور من سائق ميكروباص حاول تجاوز سيارة نقل ثقيل بطريقة غير آمنة، مما أدى إلى وقوع الكارثة.
وبحسب مصادر أمنية، فإن السائق تجاوز بشكل خاطئ إحدى السيارات الثقيلة، قبل أن يصطدم بحاجز خرساني يفصل بين حارات الطريق ومنطقة الإنشاءات، وهو ما أفقده السيطرة على السيارة، فانحرفت بقوة إلى الاتجاه المعاكس، واصطدمت مباشرة بميكروباص آخر كان يسير في الاتجاه المقابل.
الاصطدام كان عنيفًا للغاية، وأدى إلى انقلاب السيارتين وسط حالة من الفوضى والذعر على الطريق، فيما تناثرت أشلاء وأجساد بعض الركاب على جانبي الطريق في مشهد مأساوي، وقد توجهت سيارات الإسعاف على الفور إلى الموقع، وتم نقل المصابين إلى مستشفى الباجور التخصصي، بينما نُقلت جثث الضحايا إلى مشرحة مستشفى منشأة القناطر.
رجال المباحث تحت إشراف اللواء هاني شعراوي، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بالجيزة، انتقلوا إلى موقع الحادث لجمع المعلومات وسماع شهود العيان، وتم تحرير محضر بالواقعة، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثامين وبيان سبب الوفاة.
وأكدت وزارة الصحة والسكان أنها دفعت بعدد كبير من سيارات الإسعاف المجهزة، بلغ عددها 18 سيارة، لموقع الحادث فور الإبلاغ، كما تم رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات المحيطة، وتقديم كافة سبل الدعم الطبي والنفسي للمصابين وأهالي الضحايا.
وأوضحت التحريات أن الطريق الإقليمي يشهد في بعض أجزائه أعمال تطوير وصيانة، وأن الحاجز الخرساني الذي اصطدمت به المركبة الأولى وُضع للفصل بين الحارات ومنطقة الإنشاء، ما يجعل القيادة بسرعة أو التجاوز الخاطئ أمرًا بالغ الخطورة، ويستلزم أقصى درجات الحذر.
الحادث أثار حالة من الغضب والحزن بين الأهالي، خاصة بعد نشر أسماء بعض الضحايا الذين تنوعت أعمارهم ما بين شباب وكبار سن، وكانوا في طريقهم لقضاء أعمالهم أو زيارة أسرهم. وطالب عدد من المواطنين بضرورة تكثيف الرقابة المرورية ووضع لافتات تحذيرية واضحة في مناطق الأعمال.
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث، بالتوازي مع جهود وزارة الصحة وأجهزة الأمن، لضمان الرعاية الكاملة للمصابين، والتعامل الإنساني مع أسر الضحايا، فيما شددت وزارة الصحة على استمرار تقديم الدعم النفسي والاجتماعي في مثل هذه الحوادث التي تمثل صدمة قاسية لعائلات الضحايا وعموم المواطنين.