رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

تطورات حرب غزة.. حماس تدفع بورقة التهدئة وسط تعنّت إسرائيلي

مقاتلو حركة حماس
مقاتلو حركة حماس في غزة

فيما بدا محاولة جديدة لتحريك جمود المفاوضات، أعلنت حركة "حماس" أنها قدمت رؤية متكاملة لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، في وقت تشهد فيه أروقة حكومة الاحتلال الإسرائيلية انقسامًا حادًا حول السيناريوهات المستقبلية، خاصة ما يُعرف بـ"حصار الاستسلام"، الذي يواجه رفضًا قانونيًا وعسكريًا واسعًا.

موقف حماس

القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان كشف عن تقديم حركته لما وصفها بـ"رؤية متكاملة تفضي إلى صفقة شاملة"، تشمل وقف العدوان وفتح المعابر وإطلاق عملية الإعمار، متهمًا إسرائيل بإجهاض المبادرة.

وقال حمدان، في تصريحات إعلامية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض قبل أربعة أسابيع ورقة تفاهم طرحها الوسطاء، تتضمن هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، تعقبها مفاوضات لهدنة دائمة.

وأضاف أن واشنطن لم تُظهر أي موقف ضاغط على تل أبيب، بل استمرت في تبني مواقف الحكومة الإسرائيلية، على حد تعبيره.

وأكد أن الجهود القطرية والمصرية لا تزال نشطة، لكنها تصطدم بـ"مماطلة إسرائيلية ممنهجة"، مرجحًا أن نتنياهو "يقيّد نفسه عمداً حفاظًا على تماسك ائتلافه الحكومي المتطرف".

جيش الاحتلال يعرض ثلاثة سيناريوهات 

في المقابل، كشفت "القناة 14" العبرية أن اجتماعًا مغلقًا لمجلس الوزراء الأمني المصغر، عقد مؤخرًا في مقر القيادة الجنوبية، شهد عرض ثلاثة سيناريوهات للتعامل مع قطاع غزة، طرحها رئيس الأركان إيال زامير، في ظل سيطرة الجيش على 75% من أراضي القطاع:

  • السيناريو الأول: احتلال كامل للقطاع، مع ما يحمله من تكلفة بشرية باهظة بين صفوف الجنود والرهائن، وفرض "الأحكام العرفية".
  • السيناريو الثاني: السعي إلى صفقة تبادل للإفراج عن الأسرى، وهو المقترح الذي يحظى بتأييد أوسع داخل الجيش.
  • السيناريو الثالث: فرض حصار شامل حتى استسلام حماس، وهو السيناريو الذي واجه معارضة شرسة من المستشار القانوني للحكومة والنائب العام العسكري.

وخلال النقاش، اندلع خلاف حاد بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ورئيس الأركان، بعدما طالب الأول بسرعة التقدم العسكري، ليرد عليه زامير بغضب: "هذا ما نفعله بالضبط"، ما اضطر نتنياهو للتدخل وتهدئة الموقف.

خلاف حول المساعدات الإنسانية

القناة العبرية كشفت أيضًا عن مقترحين إضافيين طُرحا خلال النقاش الوزاري:

  • فتح نقاط جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية، وسط تساؤلات لم تُجب بعد حول كيفية وصول تلك المساعدات إلى عناصر حماس.
  • خطة لنقل سكان غزة إلى منطقة رفح، عبر إنشاء بنية تحتية مدنية مؤقتة، تتضمن فرز المدنيين عن المسلحين، وهو اقتراح أثار تحفظات واسعة نظرًا لتكاليفه الضخمة، والمدة الطويلة التي قد تستغرقها عمليات البناء.

وحتى مساء الاثنين، لم تُتخذ أي قرارات حاسمة خلال جلسات النقاش، ومن المرتقب استئناف المباحثات قريبًا في ظل استمرار الجمود السياسي والعسكري، ومأزق الرهائن، وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.

 حسابات نتنياهو وتعقيدات ما بعد الحرب

المشهد السياسي والعسكري يعكس حالة من الشلل الاستراتيجي في إسرائيل، وسط ضغوط داخلية متصاعدة، وانقسام بين السعي لتسوية عبر صفقة رهائن، أو الاستمرار في الضغط العسكري على أمل الوصول إلى "استسلام" غير مكلف سياسيًا.

في المقابل، تبدو حماس راغبة في وقف القتال بشروط تحفظ لها أوراق القوة، بينما تتجنب إسرائيل الانخراط في حل سياسي طويل الأمد، يخشى نتنياهو أن يهز ائتلافه أو يظهره بموقف المتراجع.

تم نسخ الرابط