رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

فرنسا تجمد أصول معهد تابع للإخوان.. أوروبا تفتح أعينها أخيرا على شبكة التسلل الناعم

الإخوان
الإخوان

في ضربة حاسمة ضد النفوذ الإخواني المتغلغل تحت غطاء "التعليم والثقافة"، قررت الحكومة الفرنسية تجميد أصول المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، أحد أخطر واجهات جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، والممول على ما يبدو من شبكات خارجية تعمل خارج الأطر القانونية والرقابية.

 

القرار الصادر في 16 يونيو 2025، يستهدف المؤسسة كاملةً، بالإضافة إلى اثنين من كبار قادتها وأبرزهم  " مدير المعهد محمد كرموص، فرنسي من أصول تونسية، ورئيس قسم القرآن فيه سعيد بوحذيفي، بلجيكي من أصول مغربية"  هذا التجميد الشامل يمنع أي تعامل مالي أو تلقي تمويل من داخل أو خارج فرنسا بدون إذن خاص، وهو ما يمثل شللاً تاماً لأنشطة المؤسسة التي طالما تغنت بـ"الاعتدال" و"الانفتاح الثقافي"، بينما كانت في الواقع تدرّس مناهج أحادية، تقتصر على علوم دينية متشددة، وتخضع بحسب تقارير فرنسية  لرقابة فكرية وتوجيه أيديولوجي إخواني خالص.

 

من معهد علمي إلى خلية تغلغل ناعم

 

المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، الذي يتخذ من سان ليجيه دو فوجيريه مقرًا له، لطالما قدّم نفسه كمؤسسة تعليمية غير ربحية تهدف إلى "تكوين الأئمة والدعاة"، لكن الواقع يكشف غير ذلك. التقارير الفرنسية، أبرزها تقرير مجلة Le Point، تشير إلى أن المعهد يتحول شيئا فشيئا إلى بؤرة لتكريس فكر الجماعة الأم، وتفريخ أجيال من الدعاة المبرمجين على خطاب إقصائي، بعيد كل البعد عن قيم الجمهورية الفرنسية أو مفاهيم المواطنة.

 

غسيل أموال وتمويلات مشبوهة

 

قرار التجميد سيقه  عملية تفتيش أمنية دقيقة في ديسمبر الماضي، كشفت وجود شبهات قوية تتعلق بغسيل أموال، إساءة استخدام ثقة، وتمويلات أجنبية غير معلنة، كل هذا تم توثيقه في إطار قانون "مبادئ الجمهورية" الصادر في أغسطس 2021، وهو التشريع الذي وُلد خصيصًا لمحاصرة الأفكار المتطرفة ومؤسسات الإسلام السياسي.

 

ووفقاً لتصريحات رسمية من المدعية العامة في نيفير، فقد كانت عملية التفتيش “مثمرة” وأكدت وجود مخالفات جدية، وهو ما سرّع من إجراءات التجميد الإداري والمالي بحق المعهد وقادته.

 

الإخوان.. الوجه الناعم للفوضى

 

ما يحدث في فرنسا ضمن سلسلة من الكشف المتأخر عن تغلغل تنظيم الإخوان في مؤسسات أوروبا التعليمية والدينية. جماعة تتقن فن التمويه: تؤسس مدارس، مراكز ثقافية، مساجد، وجمعيات "خيرية"، لكن ما يُدرّس في قاعاتها هو الإقصاء، والطاعة العمياء، وكراهية قيم الغرب التي وفّرت لهم الأمان والحرية.

 

الإخوان، وعلى مدار عقود، استغلوا الديمقراطيات الغربية لنشر فكر لا يؤمن بالديمقراطية، ولا بالمواطنة، ولا حتى بوحدة الوطن، من مصر إلى سوريا، ومن السودان إلى تونس، أينما حلّ الإخوان، تبعتهم الانقسامات، ثم التفجيرات، ثم الانهيارات.

تم نسخ الرابط