رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

تحليل المخدرات يثبت تعاطي سائق حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية.. و18 فتاة دفعن الثمن

حادث الطريق الإقليمي
حادث الطريق الإقليمي

 

كشفت مصادر أمنية أن نتائج التحاليل الطبية التي أُجريت لسائق السيارة النقل المتسببة في حادث التصادم المأساوي على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، أثبتت تعاطيه للمواد المخدرة أثناء القيادة.

حادث الطريق الإقليمي 

وكانت الحادثة قد أسفرت عن مصرع 18 فتاة وإصابة عدد، أثناء الذهاب إلي عملهن في أحد المزارع لجمع العنب.

وأوضحت المصادر أن الجهات الأمنية ألقت القبض على السائق فور وقوع الحادث، وتم إخضاعه لتحاليل عاجلة أثبتت وجود آثار مخدرات في عينة الدم الخاصة به.

ويخضع المتهم حاليًا لتحقيقات موسعة أمام جهات التحقيق، لكشف كافة تفاصيل الواقعة.

بداية الحادث 

في الساعات الأولى من صباح الجمعة، كانت الفتيات الثماني عشرة يجهزن أنفسهن كعادتهن اليومية، يرتدين ملابس العمل، يحملن حقائبهن، ويودعن أسرهن بكلمات سريعة: "استنوني، هارجع متأخرة شوية"، لكن هذه المرة... لم يعدن.

في لحظة مأساوية على الطريق الإقليمي، اصطدمت أحلامهن بسيارة نقل ثقيل "تريلا" طائشة، حوّلت الميكروباص الذي كان يقلهن إلى كومة من الحديد، وسجلت أسماءهن في قوائم الموتى.

صدمة جماعية وقلوب محطمة


بعد وقت قصير، انتشر خبر الحادث كالنار في الهشيم، وتوجه الأهالي إلى المستشفى وهم يرددون: "يارب ما تكون بنتي".

أما داخل المستشفى، فكان المشهد يفوق الوصف؛ أمهات يصرخن بأسماء بناتهن، وآباء يبحثون بين الجثامين عن ملامح يعرفونها.

جنازة جماعية لم تشهدها القرية من قبل
قبل نحو ساعة من الجنازة، اتجهت الأنظار إلى المسجد الكبير في القرية. من كل شارع وزقاق، جاء الناس رجالًا ونساءً وأطفالًا، ليشهدوا واحدة من أكبر الجنازات التي عرفتها كفر السنابسة.
ثمانية عشر نعشًا مصطفة في صف واحد... مشهد لم تره العيون من قبل.

مشاهد الوداع الأخير
القلوب ارتجفت، والدموع لم تتوقف، حين احتضنت أم صورة ابنتها وظلت تردد: "كانت بتضحك معايا امبارح.. وكانت بتحكيلي عن حلمها لما تتجوز وتفتح بيت"، غير مصدقة أن ابنتها أصبحت الآن داخل صندوق خشبي.

حمل الرجال النعوش واحدًا تلو الآخر، بينما مشت السيدات خلفهن يتلون آيات من القرآن، وحتى الأطفال وقفوا مذهولين، لا يدركون المعنى الكامل للموت، لكنهم فهموا أن شيئًا موجعًا يحدث.

عند المقابر، وقفت الأمهات على الأطراف، يودعن بناتهن بأعين دامعة وهمسات مكلومة: "خدي بالك من نفسك يا بنتي... ارتاحي... خلاص مفيش تعب".

كل نعش يُنزل إلى القبر كان يعني قلبًا ينهار على سطح الأرض.

وبعد الدفن، لم يغادر أحد سريعًا؛ الجميع جلس بجوار القبور، وكأنهم لا يريدون ترك بناتهم وحدهن. الدعوات لا تنقطع، والدموع لا تجف، والحزن صار ضيفًا ثقيلًا في كل بيت من بيوت القرية.

تم نسخ الرابط