تراجع مستمر.. كيف تتحرك أسعار الذهب محليًّا وعالميًّا؟

شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 تراجعًا جديدًا بنحو 15 جنيهًا للجرام، مدفوعة باستمرار انخفاض الأسعار العالمية للذهب، في ظل هدوء نسبي في التوترات الجيوسياسية بعد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وإيران، وترقب المستثمرين العالميين لبيانات التضخم الأمريكية المرتقبة.

سعر الجنيه الذهب يتراجع

سجل سعر الجنيه الذهب في مصر اليوم نحو 38112 جنيهًا، بانخفاض ملحوظ مقارنة بالأيام الماضية، ويعكس السعر تراجع قيمة الذهب عيار 21 في السوق المحلي.

أسعار الذهب في مصر

جاءت أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة على النحو التالي:

• عيار 24: 5383 جنيهًا
• عيار 21: 4710 جنيهًا
• عيار 18: 4037 جنيهًا

وتُعد هذه الأسعار انعكاسًا مباشرًا لانخفاض المعدن النفيس عالميًا، وتأثره بارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي أمام سلة العملات.

الذهب عالميًا: خسائر أسبوعية ثانية

هبط سعر الذهب الفوري عالميًا بنسبة 1% إلى 3292.19 دولارًا للأوقية، مسجلًا خسارة أسبوعية قدرها 2.2% حتى الآن، فيما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.3% إلى 3305.20 دولارًا.

وجاء التراجع مدفوعًا بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%، ما جعل الذهب، المقوّم بالدولار، أكثر تكلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى.

وأشار برايان لان، المدير التنفيذي لشركة GoldSilver Central في سنغافورة، إلى أن الأسواق في حالة تجميع حالياً، مع ميل طفيف نحو الهبوط، بسبب تهدئة التوترات بين إسرائيل وإيران، ويُرجح أن تبقى الأسعار عند هذه المستويات لبعض الوقت.

الهدنة الإيرانية الإسرائيلية تخفف الضغط

وساهم اتفاق الهدنة الذي دخل حيّز التنفيذ يوم الثلاثاء الماضي بين طهران وتل أبيب، بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري العنيف، في تهدئة الأسواق وخفض الطلب على الذهب كملاذ آمن، ما أدى إلى تراجع أسعار المعدن الأصفر.

وكان الذهب قد استفاد في الأسابيع السابقة من تصاعد المخاوف الجيوسياسية، لكن انحسار القتال خفف من وتيرة الصعود.

أنظار السوق تتجه لبيانات التضخم الأمريكية

يتجه اهتمام المستثمرين حاليًا إلى بيانات مؤشر الإنفاق الشخصي الأساسي (PCE)، أحد أبرز المؤشرات التي يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي لتحديد توجهاته بشأن أسعار الفائدة.

ومن المقرر صدور البيانات في وقت لاحق من اليوم، وسط توقعات بـ زيادة شهرية تبلغ 0.1%، ومعدل سنوي عند 2.6%، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة رويترز.

وتُسعّر الأسواق حاليًا احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 63 نقطة أساس خلال 2025، على أن يبدأ الخفض في سبتمبر المقبل، بدعم من دعوات متكررة من الرئيس دونالد ترامب للفيدرالي لتسريع الخفض في ظل تباطؤ التضخم.

لكن حتى الآن، لا يحظى هذا السيناريو بتأييد واسع داخل صفوف صناع السياسة النقدية في المجلس الاحتياطي.

المعادن النفيسة الأخرى

شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى تباينًا ملحوظًا، وسط ما وصفه محللون بتدوير استثماري داخل الأسواق:

• الفضة: تراجعت بنسبة 0.7% إلى 36.38 دولارًا للأوقية
• البلاتين: انخفض بنسبة 2.2% إلى 1386.75 دولارًا، رغم بلوغه أعلى مستوياته في 11 عامًا
• البلاديوم: ارتفع بنسبة 0.9% إلى 1142.49 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2024

وقال إدوارد مير، المحلل في شركة Marex، إن "بعض الاستثمارات خرجت من الذهب وبدأت تتجه نحو البلاتين والبلاديوم"، مشيرًا إلى احتمالات تحرك المضاربين نحو أدوات مالية ذات عائد أسرع في الأجل القصير.

الأسواق في وضع ترقّب

رغم التراجع الحالي، لا تزال تحركات الذهب محكومة بعوامل عدة، أبرزها الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتوجهات البنك المركزي الأمريكي. 

ويبدو أن حالة الانتظار ستستمر حتى صدور بيانات التضخم، لتتضح ملامح السياسة النقدية وتوجهات المستثمرين في النصف الثاني من 2025.

وفي ظل هذه الأجواء، يظل الاستثمار في الذهب محل تقييم دقيق من جانب المستثمرين الأفراد والمؤسسات، في وقت تحاول فيه الأسواق موازنة المخاطر والفرص في بيئة اقتصادية متقلبة.