رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

هربًا من الرعب اليومي.. سيدة تطلب الخلع من زوجها المدمن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في أروقة محكمة الأسرة بزنانيري، جلست "هالة"، السيدة الثلاثينية، تحمل بين يديها أوراقًا أثقلها التعب من كثرة تنقلها بين الأقسام والمحاكم، بينما عيناها غارقتان في الدموع، وملامح وجهها تحكي عن سنوات من القهر والخوف والخذلان. 

كانت تنتظر دورها للوقوف أمام القاضي، تطلب الخلاص من زوج حوّل حياتها وحياة أطفالها إلى كابوس.

قالت "هالة" أمام المحكمة إن زواجها، الذي بدأ قبل 12 عامًا، كان حلمًا بسيطًا بحياة مستقرة مع موظف في شركة خاصة، بدا في البداية هادئًا ومسؤولًا، لكنه لم يكن سوى بداية لفصل طويل من الألم، حيث بدأ يتغير بعد أشهر قليلة من الإنجاب، وتبدلت شخصيته تدريجيًا من زوج حنون إلى شخص مدمن للكحول.

كل ليلة كان يعود فيها إلى المنزل مخمورًا، يبدأ بالصراخ بلا سبب، ثم يتحول الصراخ إلى ضرب وسباب يصل إلى الأطفال. 

تقول هالة بصوت حزين: "كل يوم بيرجع سكران.. أول ما بيفتح باب البيت نعرف إن الليل هيكون أسود".

كان أطفالها هم الضحايا الأضعف؛ فالابن الأكبر، الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، صار يعاني من التبول اللاإرادي بسبب الخوف المستمر، أما ابنتها الصغيرة، فقد أصيبت برُهاب من الرجال، وأصبحت ترتجف كلما سمعت صوته يعلو داخل البيت.

تحكي هالة أن أصعب لحظاتها كانت حين ترى أطفالها يركضون للاختباء تحت السرير فور سماع مفاتيح الباب، في انتظار العاصفة التي ستبدأ خلال دقائق. لم يكن الضرب هو النهاية، بل امتد الأمر إلى تهديدات متكررة بالقتل. 

تقول: "بقيت أنام كل ليلة وأنا مش عارفة هصحى ولا هلاقي نفسي مقتولة".

ورغم كل ذلك، كانت تحاول الصبر، أملًا في إصلاح الحال، فتقدمت أكثر من مرة ببلاغات ضده في قسم الشرطة، لكنها كانت تتراجع في كل مرة، بدافع الخوف من انتقامه أو أملًا في تغيّره.

وقفت داخل المحكمة تطلب الخُلع، مؤكدة للقاضي: "أنا مش عايزة منه حاجة.. لا نفقة ولا شقة.. بس أخلص منه.. أنا وولادي بقينا بنموت كل يوم واحنا عايشين، وعايزة أعيش مرتاحة".

تم نسخ الرابط