رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

اغتالته إسرائيل.. من هو العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي؟

آثار الغارات الإسرائيلية
آثار الغارات الإسرائيلية في طهران

قُتل العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي صابر، صباح الثلاثاء، في هجوم نفذته طائرة مسيّرة استهدفت منزل والده في مدينة آستانه أشرفية بمحافظة جيلان شمال إيران، في عملية هي الثانية التي تطاله خلال أقل من أسبوع.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن صديقي صابر نجا مؤخرًا من محاولة اغتيال سابقة وقعت في العاصمة طهران، عندما استُهدف منزله بطائرة مسيّرة، ما أسفر حينها عن مقتل نجله البالغ من العمر 17 عامًا.

ويُشتبه في أن الهجوم الأخير نُفّذ بطائرة مسيّرة إسرائيلية، في إطار سلسلة عمليات نوعية تستهدف شخصيات إيرانية بارزة في مجالات علمية وعسكرية. 

ولم تصدر السلطات الإيرانية حتى الآن أي بيان حول ملابسات الحادث أو الجهة المسؤولة عنه.

العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي صابر (51 عامًا)
العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي صابر (51 عامًا)

من هو محمد رضا صديقي صابر؟

يُعد محمد رضا صديقي صابر، المولود في 24 أغسطس 1974، من الأسماء البارزة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وسبق أن استُهدف بعقوبات دولية بسبب صلاته بأنشطة تعتبرها الولايات المتحدة انتهاكًا للاتفاقيات الدولية الخاصة بمنع الانتشار النووي.

وفي 2 يونيو 2025، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية صديقي صابر رسميًا ضمن قائمة المواطنين المعينين خصيصًا (SDN)، بعد رصده في منتصف مايو عبر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC). 

ووفقًا للوثائق الأمريكية، فإن صابر متورط في تطوير أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم، ويلعب دورًا محوريًا في أنشطة نووية حساسة.

كما يحمل صابر الرقم الوطني الإيراني (2739202830)، وورد اسمه ضمن قائمة موسعة من العلماء والخبراء الذين يخضعون لعقوبات اقتصادية صارمة، تشمل تجميد الأصول ومنع التعاملات المصرفية.

جاء اغتيال صابر قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، بعد أسابيع من تصعيد عسكري غير مسبوق شمل ضربات جوية وعمليات انتقامية متبادلة. 

وكانت منشآت نووية ومقار تابعة للحرس الثوري الإيراني من بين أبرز الأهداف التي تعرضت للقصف الإسرائيلي، في حين ردّت طهران بهجمات استهدفت مواقع أمريكية وإسرائيلية في العراق وسوريا والخليج.

ويرى مراقبون أن توقيت الهجوم يعكس رغبة في توجيه ضربة استخباراتية قاصمة لإيران قبل تثبيت التهدئة، خاصة أن استهداف العلماء النوويين بات أحد أبرز أدوات الضغط ضمن ما يوصف بالحرب الخفية بين تل أبيب وطهران.

إرث طويل من الاغتيالات

يُضاف اسم محمدرضا صديقي صابر إلى قائمة طويلة من العلماء الإيرانيين الذين تم اغتيالهم خلال العقدين الأخيرين، أبرزهم محسن فخري زاده، العقل المدبر للبرنامج النووي الإيراني، والذي قُتل في نوفمبر 2020 في عملية معقدة نُسبت أيضًا لإسرائيل.

ويعيد اغتيال صابر طرح تساؤلات حول اختراق المجال الجوي الإيراني من قبل الطائرات المسيّرة، وحدود القدرات الاستخباراتية المحلية، والجدوى الأمنية في ظل استمرار الاستهدافات الدقيقة.

تم نسخ الرابط