الموت تحت الأنقاض.. 3 انهيارات كارثية خلال أسبوع واحد في القاهرة

سلسلة من الكوارث ضربت محافظة القاهرة خلال الأيام الأخيرة، إثر تكرار حوادث انهيار العقارات السكنية في مناطق متفرقة، كان آخرها صباح الاثنين بمنطقة شبرا مصر.
الانهيارات المفاجئة خلفت عددًا كبيرًا من الضحايا بين قتلى ومصابين، وأثارت من جديد تساؤلات حادة حول أسباب تكرار هذه الفواجع وغياب الرقابة الفعالة.
وأسفرت انهيار 5 مبانٍ سكنية في مناطق متفرقة (السيدة زينب – حدائق القبة – شبرا مصر)، عن وفاة 21 شخصًا وإصابة 16 آخرين.
شبرا مصر
صباح الاثنين، انهار عقار سكني مكون من 3 طوابق في منطقة شبرا مصر، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين لا تزال فرق الإنقاذ تواصل انتشالهم من تحت الأنقاض.
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا بوقوع الانهيار، وسارعت قوات الحماية المدنية بالتوجه إلى موقع الحادث، حيث تم إنقاذ 3 أشخاص.
وفرضت الأجهزة الأمنية كردونًا حول موقع العقار، وأوقفت خدمات الكهرباء والغاز في المنطقة المجاورة كإجراء احترازي، وقد تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
حدائق القبة
في ظهيرة الجمعة 20 يونيو، شهدت منطقة حدائق القبة واحدة من أعنف الكوارث خلال الأسبوع، بعد انهيار عقارين سكنيين متجاورين بالكامل، وتصدع عقار ثالث في نفس الشارع.
أدى الحادث إلى سقوط عدد من الضحايا والإصابات، في مشهد أعاد للأذهان مشاهد انهيارات عشوائية شهدتها العاصمة مرارًا خلال السنوات الأخيرة.
دفعت الأجهزة المعنية بعدد كبير من سيارات الحماية المدنية والإسعاف، إلى جانب فرق من شركات الغاز والكهرباء لتأمين المنطقة، وتم فرض طوق أمني شامل، كما باشرت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الانهيار المفاجئ.
السيدة زينب
قبل أيام قليلة من حادث حدائق القبة، انهار عقار قديم مكون من 5 طوابق في شارع محمد عنايت بحي السيدة زينب، وهو مأهول بالكامل بعدد من الأسر.
الانهيار وقع دون سابق إنذار، ما أدى إلى احتجاز العديد من السكان، بينهم أطفال وسيدات، تحت الأنقاض.
فرق الإنقاذ التي هرعت إلى الموقع انتشلت جثامين 8 ضحايا حتى الآن، وأصيب 5 آخرون بإصابات خطيرة، بينما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين محتملين، وتم الدفع بمعدات ثقيلة وكلاب مدربة لتعجيل عمليات رفع الأنقاض.
تكرار الكارثة
الحوادث المتكررة لانهيار العقارات في القاهرة، خاصة تلك القديمة والمبنية منذ عقود دون تراخيص أو إشراف هندسي، تطرح تساؤلات ملحة حول دور الجهات المحلية في متابعة حالة المباني، والتقاعس عن تنفيذ قرارات الإزالة أو الترميم.
ويؤكد خبراء أن هذه الكوارث ليست مفاجئة، بل هي نتاج طبيعي للإهمال المزمن، وغياب قاعدة بيانات موحدة لحالة العقارات الخطرة في العاصمة، ناهيك عن التراخي في تطبيق قرارات الإخلاء أو الصيانة.
مطالب بخطة لإعادة تقييم المباني القديمة
في ظل تكرار هذه المآسي، يتجدد المطلب الشعبي والبرلماني بضرورة إطلاق خطة وطنية لإعادة فحص العقارات القديمة، وتشكيل لجنة أزمة لحصر المباني المهددة بالانهيار، ومحاسبة المقصرين في الإدارات المحلية.
أكثر من 1.4 مليون عقار آيل للسقوط
وفق بيانات حكومية رسمية، هناك ما يقرب من 1.4 مليون عقار آيل للسقوط في مصر، وصدر 111 ألف قرار إزالة لعقارات خطيرة، لم تُنفّذ سوى نحو 69 ألفًا منها (62%)، بينما لا تزال 18.3 ألف وحدة ضمن (خطر داهم).
في محافظة القاهرة وحدها، هناك 474,500 مبنى سكني إجمالًا، مع تسجيل عشرات الآلاف من المباني المتهالكة.
لماذا يتكرر الانهيار؟
بناء مخالف دون تراخيص
أكثر من 60% من العقارات المنهارة مخالفة، إذ يُبنى كثير منها بدون تصاريح أو بعدد طوابق تجاوز الترخيص، خاصة في مناطق شعبية قديمة.
غياب الصيانة الدورية
بحسب وزارة الإسكان، هناك أكثر من 50% من المباني لم تُسبق صيانتها، رغم أنها تصنّف كقنابل موقوتة.
ترهل في إنفاذ القانون
رغم صدور قرارات إزالة؛ تنفيذها متعثر بسبب بيروقراطية، وأحيانًا فساد في المحليات يحمي الموظفين مقابل رشاوى، وفق برلمانيون.