تصاعد المواجهة بين إيران والولايات المتحدة.. الحرب تتسع وقطر في قلب الحدث

تصاعدت حدة التوترات في الشرق الأوسط، مساء الاثنين 23 يونيو 2025، مع إطلاق إيران عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت قواعد أمريكية في قطر والعراق، وردود إسرائيلية استهدفت عمق الأراضي الإيرانية، بما فيها مواقع عسكرية وسجون سياسية.
إيران ترد على استهداف منشآتها النووية
أعلنت طهران، عبر وكالة "تسنيم" الرسمية، إطلاق عملية "بشارة الفتح" رداً على قصف أمريكي استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية فجر الأحد.
وأفادت بأن الهجمات استهدفت قاعدة "العديد" الجوية في قطر، وقاعدة "عين الأسد" في العراق، بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة.
وقالت مصادر إيرانية لصحيفة "نيويورك تايمز" إن قطر أُخطرت مسبقاً بهذه الهجمات لتقليل الخسائر، وهو ما أكده ثلاثة مسؤولين إيرانيين للصحيفة.
الدوحة تعترض الصواريخ
وزارة الدفاع القطرية أعلنت اعتراض الهجمات الصاروخية دون وقوع إصابات أو وفيات، مؤكدة أن الأجواء القطرية آمنة وأن قواتها المسلحة "على أهبة الاستعداد الكامل للتعامل مع أي تهديد".
في الوقت نفسه، أدانت الخارجية القطرية الهجمات الإيرانية، مؤكدة احتفاظ الدوحة بحق الرد المباشر بما يتناسب مع حجم الاعتداء، ووفقًا للقانون الدولي.
إغلاق المجال الجوي في قطر والبحرين
أعلنت قطر إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا كإجراء احترازي، في ظل التصعيد العسكري، تبعتها البحرين بإجراء مماثل، داعيةً المواطنين لاتباع التعليمات الرسمية وتجنب الطرق غير الرئيسية.
وسُمع دوي انفجارات في سماء العاصمة القطرية الدوحة، فيما أكد شهود لوكالة "رويترز" أن صافرات الإنذار دوت قرب قاعدة العديد، بالتزامن مع تقارير عن إطلاق ستة إلى خمسة عشر صاروخًا من داخل إيران.
طهران: لا نهدد الجيران والضربات "محسوبة"
أكد مجلس الأمن القومي الإيراني، في بيان، أن الضربات على القواعد الأمريكية في قطر والعراق "لا تشكل تهديدًا مباشرًا للدول الخليجية"، مشيرًا إلى أن القنابل المستخدمة في الهجوم "مطابقة لما استخدمته أميركا في استهداف منشآتنا النووية".
وأضاف البيان: "نحن نحترم أمن قطر، وقد جرى تحديد الأهداف بعيدًا عن المناطق السكنية"، مشددًا على أن أي اختراق للأمن القومي الإيراني سيقابل برد حاسم.
إسرائيل تستهدف مواقع الحرس الثوري
في المقابل، واصلت إسرائيل هجماتها على العمق الإيراني، مستهدفة مقار للحرس الثوري في طهران ومدينة شيراز، إلى جانب سجن إيفين الشهير، في ما وصفته مصادر إسرائيلية بأنه "ضرب لمنظومة الحكم من الداخل".
وذكرت "رويترز" أن هذه الضربات تأتي ضمن استراتيجية تستهدف تفكيك البنية الأمنية والسياسية للنظام الإيراني، مع الإشارة إلى أن الحملة "قد تتوقف قريباً"، وفقًا لمصادر إسرائيلية، ما لم تستمر طهران في التصعيد.
الأمم المتحدة: إسرائيل انتهكت القانون الدولي
اتهمت بعثة الأمم المتحدة إسرائيل بانتهاك القانون الدولي، بعد استهدافها منشآت مدنية وعسكرية داخل إيران. ووصفت البعثة الهجوم على سجن إيفين بأنه "سابقة خطيرة" من شأنها تهديد المدنيين وتعريض البنية القضائية في إيران للانهيار.
الإمارات تراقب
أكدت الإمارات أنها تتابع التطورات عن كثب، فيما نقلت مصادر غربية عن تعزيز واشنطن لقواتها في العراق وسوريا، استعدادًا لاحتمال هجمات انتقامية خلال 48 ساعة.
وحثت السفارتان الأمريكية والبريطانية في الدوحة رعاياهما على البقاء في أماكنهم، وتوخي الحذر، في ظل الحديث عن احتمالية تصعيد متبادل بين إيران والولايات المتحدة.
مخاوف من توسع الصراع
في ظل تسارع التطورات، تبقى منطقة الخليج أمام مفترق طرق دقيق. التصعيد الإيراني، وردود إسرائيل والأمريكيين، واستعدادات الخليج، كلها تؤشر إلى أن المنطقة مقبلة على أيام حاسمة قد تحدد ملامح أمنها لسنوات قادمة.