تأهب أمريكي.. وتحركات قطرية احترازية.. والناتو يبحث عن بديل لقيادة الحلف
الخليج يشتعل إيران تهاجم القواعد الأمريكية في قطر والعراق .. البيت الأبيض: كنا نعرف

عادت منطقة الخليج لتتصدر عناوين المشهد الدولي، مع تصاعد المخاوف من انفجار عسكري وشيك بين إيران والولايات المتحدة، حيث أن التهديدات الصريحة من طهران، والاستعدادات غير مسبوقة في قواعد واشنطن بالمنطقة، وتحركات قطرية لوقف الملاحة الجوية تحسبًا لهجمات محتملة، كل هذا يُنذر بأن الساعات المقبلة قد تحمل تطورًا خطيرًا، قد يُغير موازين القوى في الشرق الأوسط.
وأفادت مصادر من البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية بأنهما على علم بالتهديدات المحتملة التي تستهدف قاعدة العديد الجوية في قطر، ويقومان بمتابعة الوضع عن كثب لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.
هذا وفي سياق متصل، أكد متحدث باسم حكومة الإمارات أن السلطات تتابع عن كثب التطورات الجارية في المنطقة وتقوم بتقييم الوضع بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن هذا النهج يأتي ضمن الإطار الوطني المتكامل لإدارة الطوارئ والأزمات، الذي يضع السلامة العامة واستمرارية العمليات في جميع القطاعات على رأس أولوياته.
في سياق متصل، ناشدت وزارة الداخلية البحرينية المواطنين والمقيمين بضرورة استخدام الطرق الرئيسية فقط عند الضرورة، وذلك في ظل التطورات الأخيرة والوضع الأمني المتوتر في المنطقة.
وفي ذات السياق، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران نقلت منصات إطلاق صواريخ إلى مواقع جديدة استعدادا لتنفيذ هجمات محتملة ضد قواعد أمريكية في الشرق الأوسط، في ظل مخاوف أمريكية متزايدة من رد إيراني وشيك خلال الساعات القادمة، ردا على الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد أهداف نووية وعسكرية داخل إيران الأسبوع الماضي.
وأكدت تقارير عدة، بينها "فوكس نيوز" و"أكسيوس"، أن واشنطن تتوقع ضربة وشيكة على واحدة من قواعدها في الخليج، تحديدا قاعدة العديد الجوية في قطر، حيث صدرت تعليمات بإغلاق المجال الجوي القطري مؤقتا كإجراء احترازي، بحسب ما أعلنته السلطات القطرية رسميا.
قطر في حالة تأهب كامل
أعلنت السلطات القطرية وقف حركة الملاحة الجوية مؤقتًا داخل أجواء الدولة، ضمن سلسلة من التدابير الوقائية "لحماية المواطنين والمقيمين والزائرين"، وفق بيان رسمي لوزارة الخارجية القطرية التي أكدت أنها تتابع الوضع الإقليمي عن كثب بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.
التحركات القطرية جاءت بعد ورود تقارير عن احتمال تنفيذ إيران لهجمات على قواعد أمريكية في الخليج، خاصة بعدما تحدثت مصادر إسرائيلية عن إطلاق إيران 6 صواريخ بالفعل نحو أهداف أمريكية في قطر وهو ما لم تؤكده أو تنفه واشنطن رسميًا حتى الآن.
واشنطن تتوقع التصعيد خلال 48 ساعة
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة الرئيس ترامب في حالة تأهب قصوى، وسط تقديرات بأن الرد الإيراني سيأتي خلال اليومين القادمين، كما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" أن الهجوم قد يكون على قاعدة أمريكية في قطر، فيما تُعقد اجتماعات مكثفة لمجلس الأمن القومي الأمريكي لدراسة الخيارات العسكرية والردود المحتملة.
من جانبها، حذرت إيران على لسان المتحدث العسكري لمقر خاتم الأنبياء قائلة: "على الولايات المتحدة أن تنتظر عواقب وخيمة"، وسط حديث عن استنفار كامل لقوات الحرس الثوري وتحريك منصات إطلاق صواريخ.
الناتو في مأزق القيادة
وفي ظل الانشغال الأمريكي في الخليج، يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) أزمة قيادة غير مسبوقة، مع تصاعد القلق الأوروبي من تقلبات سياسة الرئيس ترامب.
وفي اجتماعات لاهاي، يناقش الحلفاء الأوروبيون رفع الإنفاق الدفاعي والاستعداد لتحمل عبء أمني أكبر تحسبًا لأي انسحاب مفاجئ أمريكي من الحلف، أو تراجع دور واشنطن في الردع ضد روسيا.
مصادر دبلوماسية غربية أكدت لموقع "بوليتيكو" أن الحلف أصبح في مرحلة "إعادة تقييم شاملة" لدوره المستقبلي، وسط غياب بديل واضح لقوة الردع النووي الأمريكي، وضعف القدرة الأوروبية على سد هذا الفراغ في المدى المنظور.
إيران تلوّح... وترامب يراقب
في واشنطن، يستعد فريق الأمن القومي لاجتماع عاجل مع الرئيس ترامب لمناقشة التهديد الإيراني، وسط تباين الآراء بين من يطالب بضربة استباقية لكبح طهران، ومن يدعو إلى تجنب التصعيد العسكري المفتوح.
أما في طهران، فتؤكد القيادة أن "الحرب قد تبدأ من أمريكا، لكن نهايتها ستكون بيد إيران"، حسب تصريحات صادرة عن الحرس الثوري.
هل تبدأ المواجهة الكبرى؟
الساعات القادمة قد تكون الأكثر سخونة في المنطقة منذ سنوات، مع تحركات صاروخية إيرانية معلنة، وقواعد أمريكية في الخليج تحت التهديد المباشر، ومخاوف أوروبية من انفراط عقد الناتو في ظل انشغال أمريكا عن أمن القارة العجوز.