رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

العميل الذي باع أسرار الدولة... تفاصيل سقوط جاسوس الموساد في إيران

مجيد مسيبي
مجيد مسيبي

في قلب الحرب الخفية بين طهران وتل أبيب، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الاستخبارات، أسدلت إيران الستار على واحدة من أعقد قضايا التجسس في السنوات الأخيرة، بعد تنفيذ حكم الإعدام شنقًا بحق المواطن مجيد مسيبي، بتهمة نقل معلومات سرية إلى جهاز الموساد الإسرائيلي.

قضية “مسيبي”  حملت مؤشرات واضحة على شراسة المواجهة الاستخباراتية بين الطرفين، وطرحت تساؤلات كثيرة عن حجم تغلغل الموساد داخل إيران، في ظل استخدام تقنيات غير تقليدية مثل العملات الرقمية وتطبيقات الاتصال المشفرة.

العميل الذي باع المواقع الحساسة

بحسب وكالة "مهر" الإيرانية الرسمية، فإن مجيد مسيبي أُدين بتهم "المحاربة" و"الإفساد في الأرض" بعد سلسلة من التحقيقات التي كشفت عن تورطه في تمرير معلومات غاية في الحساسية إلى الموساد، مقابل مكافآت مالية تم تسليمها عبر تحويلات رقمية خارج النظام المصرفي التقليدي.

التحقيقات بيّنت أن مسيبي كان على تواصل مباشر مع شخص يُدعى "ديفيد" في إحدى دول الخليج، حيث أمده بتقارير دورية تضمنت معلومات دقيقة عن مواقع عسكرية ومنشآت أمنية، إضافة إلى بيانات شخصية لمسؤولين داخل إيران.

التفاصيل التي أفرجت عنها السلطات الإيرانية كشفت أن نقل هذه المعلومات لم يكن عشوائيًا، بل تم وفق خطة منظمة وبوسائل تكنولوجية حديثة لتفادي الكشف، الأمر الذي عزز من خطورة القضية في نظر القضاء الإيراني.

بحسب بيان السلطة القضائية، فقد خضع مسيبي لكافة مراحل التقاضي بحضور محاميه، قبل أن يصدر حكم الإعدام بحقه من محكمة الثورة في أصفهان، ويُعتمد لاحقًا من المحكمة العليا الإيرانية، كما أكدت الجهات القضائية أن الأدلة الإلكترونية والمادية التي ضُبطت بحوزة المتهم، إلى جانب اعترافاته التفصيلية، شكلت "حزمة دامغة" استندت إليها المحكمة لإصدار الحكم النهائي.

لا تعد قضية مسيبي حدثًا منفردًا، فقد سبقتها بأيام قليلة عملية إعدام مشابهة بحق إسماعيل فكري، الذي أُدين بالتجسس لصالح نفس الجهاز، ما يشير إلى اتساع دائرة المواجهة بين أجهزة الأمن الإيرانية والاستخبارات الإسرائيلية.

ويرى مراقبون أن تكرار هذه القضايا يعكس تصاعد مستوى النشاط الاستخباراتي بين الطرفين، ومحاولات متبادلة لاختراق الخطوط الحمراء الأمنية.

تم نسخ الرابط