واشنطن تدخل على خط النار.. تفاصيل الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية

في خطوة عسكرية نوعية، شنت الولايات المتحدة الأمريكية، فجر السبت، ضربات جوية مركزة استهدفت ثلاث منشآت نووية محورية في إيران، باستخدام قاذفات شبحية وقنابل خارقة للتحصينات، وذلك في دعم مباشر لإسرائيل في حربها الجارية مع طهران منذ 13 يونيو الجاري.
ترامب يعلن نجاح الضربة ويحذر طهران
عقب تنفيذ الضربات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدمير ما وصفه بـ"القدرات الإيرانية على تخصيب اليورانيوم"، محذرًا إيران من أي رد انتقامي على العملية.
وقال ترامب إن المنشآت التي استُهدفت جرى "القضاء عليها بشكل تام"، مؤكدًا أن واشنطن "لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي".
في المقابل، قللت طهران من أثر الضربات، وقالت إن "الأضرار محدودة"، نافية وجود أي مؤشرات على تسرب إشعاعي، ومشددة على أن منشآتها كانت قد أُخليت مسبقًا.
كما أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنها "لن تسمح بتوقف مسيرة تطور الصناعة النووية الوطنية".
المنشآت المستهدفة: فوردو، نطنز، أصفهان
● منشأة فوردو النووية
الموقع والبنية: تقع على بعد 30 كيلومتراً شمال شرق مدينة قم، ومبنية داخل جبل صخري بارتفاع 1750 متراً. تغطيها طبقة بركانية سميكة تزيد عن 80 متراً، وتُعد من أكثر المنشآت تحصيناً في إيران.
الوظيفة الفنية: تحتوي على قاعتين تحت الأرض تضمّان نحو 3000 جهاز طرد مركزي من طراز IR-1، وتستخدم لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%.
الأهمية الاستراتيجية: تُعد هدفاً محورياً في أي عملية عسكرية تستهدف إيقاف البرنامج النووي الإيراني، لصعوبة اختراقها وأهمية دورها في تخصيب اليورانيوم.
● مفاعل نطنز
الموقع والبنية: يقع وسط إيران قرب مدينة كاشان، ويقع جزئياً تحت الأرض بعمق 8 أمتار، مع حماية بسقف ترابي وخرساني بسمك 22 متراً.
الوظيفة الفنية: يضم أكثر من 14 ألف جهاز طرد مركزي من أجيال مختلفة (IR-1، IR-2m، IR-4، IR-6)، ويُعد مركز التخصيب الصناعي الرئيسي في إيران.
الأهمية الاستراتيجية: مسؤول عن إنتاج غالبية اليورانيوم منخفض التخصيب، كما يُستخدم في تطوير أجهزة الطرد المركزي الحديثة.
● مجمع أصفهان النووي
الموقع والبنية: يقع جنوب مدينة أصفهان، في منطقة هضبية جافة بعيدة عن التجمعات السكانية، لكنه غير مدفون أو محصّن.
الوظيفة الفنية: يضم مصنع تحويل اليورانيوم (UCF)، ومصنع إنتاج وقود مفاعلات البحث، ومصنع تغليف الوقود المعدني، إضافة إلى 3 مفاعلات بحثية.
الأهمية الاستراتيجية: يمثل مركز البنية التحتية التقنية والبحثية للبرنامج النووي الإيراني، ويزوّد منشأتَي نطنز وفوردو بالمواد الأولية.
كيفية تنفيذ العملية العسكرية؟
استخدم الجيش الأميركي في هذه الضربة قاذفة القنابل الشبحية المتطورة B-2 Spirit، إحدى أكثر الطائرات العسكرية تعقيدًا وتطورًا في العالم. ووفقاً لتقارير عسكرية، أقلعت الطائرة من قاعدة في ولاية ميزوري، وحلقت لنحو 37 ساعة دون توقف، تم خلالها تزويدها بالوقود جواً عدة مرات.
● قاذفة B-2: سلاح التخفي والضربات الحاسمة
المدى: يتجاوز 11 ألف كيلومتر دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود.
قدرات التخفي: تصميم الجناح الطائر والمواد الممتصة للرادار تجعلها غير قابلة للرصد بسهولة.
التسليح: يمكنها حمل أسلحة نووية وتقليدية، ومن بينها قنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات.
الأسلحة المستخدمة في الهجوم
● قنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات
الوزن: 13.6 طن.
الطول: 6.2 متر.
قطر الجسم: 0.8 متر.
الحمولة المتفجرة: 2400 كيلوجرام من المواد شديدة الانفجار.
قدرة الاختراق: تصل إلى 60 متراً من الخرسانة أو الصخور الصلبة.
أنظمة التوجيه: تعتمد على نظام GPS والملاحة بالقصور الذاتي.
تم استخدام ست قنابل من هذا الطراز في الهجوم على منشأة فوردو، بحسب تقارير شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، ما يمثل أول استخدام قتالي فعلي لهذه القنبلة.
● صواريخ توماهوك
المدى: يتراوح بين 1250 إلى أكثر من 2500 كيلومتر.
السرعة: دون سرعة الصوت (حوالي 880 كم/ساعة).
أنظمة التوجيه: مزيج من نظام ملاحة بالقصور الذاتي (INS)، ونظام GPS، والتوجيه البصري النهائي (TERCOM وDSMAC).
الرأس الحربي: تقليدي يزن نحو 450 كيلوجراماً.
طريقة الإطلاق: من السفن أو الغواصات.
استخدمت الولايات المتحدة نحو 30 صاروخاً من هذا الطراز لاستهداف منشأتَي نطنز وأصفهان.
ردود طهران الأولية
في أول تعليق رسمي، أكدت إيران أن الضربات لم تؤد إلى "أضرار لا يمكن إصلاحها"، مضيفة أن المنشآت النووية تم إخلاؤها مسبقاً، وهو ما قلل من الخسائر.
وشددت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أنه "لا توجد مؤشرات على تسرب إشعاعي"، وأن "البرنامج النووي الإيراني سيستمر دون توقف".
تصعيد جديد
تدخل واشنطن العسكري المباشر في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عبر قصف منشآت نووية، يمثل تحولاً استراتيجياً في مسار الأزمة، ويفتح الباب أمام تداعيات إقليمية ودولية بالغة الخطورة.
وبينما تعلن واشنطن "نجاح المهمة"، تستعد طهران على ما يبدو لـ"الرد في الوقت المناسب"، ما يُبقي منطقة الشرق الأوسط على حافة مواجهة أوسع.