ما سر تأخر التدخل الأمريكي لحسم الصراع الإيراني الإسرائيلي؟

برزت انقسامات واضحة داخل صفوف التيار الجمهوري الداعم للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تصاعد الحديث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية، في خطوة قد تجر الولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط.
وتباينت مواقف أبرز الشخصيات في تحالف "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" الذي أوصل ترامب إلى السلطة في انتخابات 2016 وأعاد انتخابه في 2024، خاصة بين من يرون في هذه المغامرة تكرارًا لأخطاء الماضي في العراق وأفغانستان، وبين من يعتبرون منع إيران من امتلاك سلاح نووي هدفًا استراتيجيًا لا يحتمل التأجيل.
بانون يحذر: لا نريد تكرار كارثة العراق
اللفتنانت ستيف بانون، أحد أبرز وجوه تحالف "أميركا أولًا" والمستشار السابق لترامب، دعا إلى الحذر وعدم التسرع في دعم الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، مشددًا على ضرورة استنفاد جميع المسارات الدبلوماسية أولًا.
وقال بانون في فعالية برعاية "كريستيان ساينس مونيتور" بواشنطن: " لا يمكننا فعل ذلك مرة أخرى، سنمزق البلاد، يجب ألا نكرر تجربة العراق".
صراع داخل الحزب الجمهوري
التحفظات التي أبدتها شخصيات من داخل الحزب الجمهوري، تكشف عن "صدع كبير جدًا"، بحسب مارك شورت، حليف نائب الرئيس السابق مايك بنس، والذي أشار إلى أن هذا الانقسام قد لا يؤدي في النهاية إلى تراجع كبير في تأييد ترامب، لكنه يوضح حجم الجدل داخل التيار المحافظ.
ترامب غير قلق من المعارضة الداخلية
ورغم هذه التحذيرات، بدا ترامب غير قلق حيال هذه الانقسامات، مؤكدًا للصحفيين في البيت الأبيض أنه لا يزال يحظى بدعم قاعدته، قائلا:" المؤيدون يحبونني اليوم أكثر مقارنة حتى بوقت الانتخابات، أريد شيئًا واحدًا فقط وهو ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا".
وتابع: "أنا لا أريد القتال، لكن إذا كان الخيار بين القتال أو امتلاك إيران لسلاح نووي، فعليك أن تفعل ما عليك فعله".
دعم إسرائيل... نقطة توافق رئيسية
من ناحية أخرى، يرى مراقبون أن دعم إسرائيل قد يمنح ترامب دفعة سياسية، إذ أظهرت نتائج استطلاع "رويترز/إبسوس" في مارس أن 48% من الجمهوريين يؤيدون استخدام القوة العسكرية لحماية إسرائيل من أي تهديد، مقابل 28% يعارضون ذلك، أما في صفوف الديمقراطيين، فقد أيد 25% هذا التوجه مقابل معارضة 52%.
إيران تنفي وواشنطن تحذر
في المقابل، تؤكد إيران أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، لكن مسؤولين أميركيين ودوليين يرون العكس، محذرين من أن نجاح طهران في ذلك قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، ويهدد أمن إسرائيل ودول الخليج.