خاص| هل تعيد إسرائيل سيناريو "البيجر" في قلب طهران؟.. خبير يكشف المفاجآت المنتظرة

تزايدت في السنوات الأخيرة وتيرة المواجهات السيبرانية بين الدول الكبرى، خاصة بين أطراف الصراع المزمن مثل إسرائيل وإيران، حيث بات التجسس الإلكتروني، والهجمات على البنية التحتية للمعلومات، واختراق الأجهزة الحكومية، جزءاً من استراتيجية الردع والهجوم. فكل جهاز متصل بالشبكة قد يكون عيناً للعدو، وكل رسالة إلكترونية قد تكون طُعماً لاصطياد معلومة.
وفي ظل هذا السباق المحموم، لم يعد مستبعدًا أن تسبق "ضغطة زر" انفجار صاروخ، أو أن تسقط أنظمة دول كاملة دون طلقة واحدة، خاصة في ظل المخاوف بعد تصريحات التي أطلقها السفير الإسرائيلي في واشنطن، يحيئيل لايتر، لقناة "Merit Street"، والذي هدد فيها الدولة الإيرانية بالاستعداد لمفاجأة كبرى مساء الخميس والجمعة، ستجعل ما حدث في عملية البيجر يبدو أمراً بسيطا على حسب قوله.
هل تعيد إسرائيل سيناريو "البيجر"؟
قال المهندس مؤمن أشرف، خبير أمن المعلومات، إن قرار حظر قيادة الأمن السيبراني الإيرانية على جميع مسؤولي الدولة والقيادات استخدام الأجهزة الالكترونية في التواصل يأتي في سياق أمني متصاعد، خاصة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، والتي ألمحت مؤخرا إلى "عملية إلكترونية أو تكنولوجية ضخمة" قد تتجاوز في تأثيرها عملية "البيجر" الشهيرة التي تم تنفيذها ضد عناصر حزب الله في لبنان في سبتمبر من عام 2024.
وأضاف خبير أمن المعلومات في حديثه لـ«تفصيلة» أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحروب الحديثة، بل هي سلاح قائم بذاته يستخدم في التجسس، وتعطيل المنشآت، ورصد التحركات، بل وحتى في شن هجمات سيبرانية مدمرة مشيرا إلى أن أجهزة الإتصال وخاصة تلك المتصلة بأنظمة تشغيل مغلقة المصدر أو مرتبطة بشبكات دولية، تشكل "حصان طروادة" يمكن استخدامه لاختراق المواقع السيادية أو التجسس على المحادثات والاجتماعات أو تتبع أماكن الشخصيات المهمة.
وأشار إلى أن الأجهزة مثل "البيجر" التي استخدمت سابقا في العمليات الميدانية كانت بسيطة من حيث التكنولوجيا، لكنها فعالة للغاية في إشارات الرصد والتوجيه أما اليوم، فالأمر تجاوز ذلك بكثير، فهناك أجهزة تبث إشارات دقيقة، وأخرى تستقبل أوامر عن بعد، وأجهزة مبرمجة للتنشيط الذاتي أو تعطيل الأنظمة الحساسة في وقت معين، وهو ما يثير القلق لدى طهران من وجود "عملية مفاجئة" على هذا النمط التكنولوجي، كما لمح الجانب الإسرائيلي.
وتابع أن التطور في الذكاء الاصطناعي، والأقمار الصناعية، والطائرات بدون طيار، جعل من كل جهاز إلكتروني أداة محتملة في ساحة المعركة، سواء في الهجوم أو الدفاع لذلك، تتجه الدول إلى تشديد الرقابة، وحظر استخدام الأجهزة الذكية في الأماكن السيادية، وفرض نظم تشغيل وطنية أو مغلقة المصدر.
و دعا المهندس مؤمن أشرف إلى أهمية تطوير منظومات أمن المعلومات في العالم العربي، والاعتماد على الأجهزة المصنعة محليا أو ذات الشيفرات الوطنية، والتقليل من استخدام الأنظمة المرتبطة بمراكز بيانات أجنبية، لأن التهديد السيبراني لم يعد نظرية، بل واقع يومي متصاعد.