إيران تفصل قيادتها عن العالم.. ماذا تخطط إسرائيل لليلة الخميس؟

في الحروب الحديثة لم تعد الجبهات العسكرية وحدها هي ساحة المعارك الحاسمة، بل صار الفضاء السيبراني وشبكات الاتصالات ميدانًا رئيسيًا لتوجيه الضربات وكشف الأسرار.، وعندما يتعلق الأمر بالصراع بين إسرائيل وإيران، يبدو أن هذا الميدان يزداد سخونة كل يوم.
فبعدما فجّرت إسرائيل قبل أشهر عملية من أخطر العمليات السيبرانية في تاريخ المنطقة باستهداف أجهزة "البيجر" التابعة لحزب الله في لبنان، عادت اليوم المخاوف ذاتها لتخيم على طهران نفسها، مع تحذيرات إيرانية عاجلة بحظر الهواتف والأجهزة الإلكترونية على جميع مسؤولي الدولة.
و أصدرت قيادة الأمن السيبراني الإيرانية قراراً عاجلاً بحظر استخدام كافة الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالشبكات، بما في ذلك الهواتف المحمولة، والساعات الذكية، وأجهزة الحاسوب، من قبل جميع المسؤولين والقيادات في الدولة، بمن فيهم عناصر الحرس الثوري.
هذا القرار جاء بعد ساعات من تصريحات لافتة أطلقها السفير الإسرائيلي في واشنطن، يحيئيل لايتر، لقناة "Merit Street"، قال فيها: " استعدوا لمفاجأة كبرى مساء الخميس والجمعة، ستجعل ما حدث في عملية البيجر يبدو أمراً بسيطا ".
ماذا تخشى إيران؟
هذا التصريح لم يمر مرور الكرام في طهران، خاصة أن عملية "البيجر" التي ألمح إليها لايتر، كانت واحدة من أعقد وأخطر العمليات السيبرانية التي شهدها الشرق الأوسط خلال العام الماضي، عندما فجرت إسرائيل آلاف أجهزة "البيجر" وهى أجهزة النداء اللاسلكي التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً، من بينهم السفير الإيراني في بيروت، وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين، وفق تقارير غربية أبرزها من "The Guardian" و"Axios".
وما زاد من وقع الفاجعة أن هذه الأجهزة اختيرت خصيصاً كبديل عن الهواتف المحمولة، التي يعلم حزب الله أنها مراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مما دفعهم للعودة إلى وسائل اتصال بدائية ظنوا أنها "آمنة"، لكنها كانت الفخ الأكبر.
العملية وفقاً للكاتب المتخصص في شؤون الموساد "يوسي ميلمان"، حملت بصمات واضحة للموساد، وهدفت إلى إرسال رسالة قاسية: "لا وسيلة اتصال في مأمن من أعيننا".
تخوفات طهران: لماذا الآن؟
التهديد الإسرائيلي الجديد، الذي رُوّج له بشكل متعمد عبر السفير في واشنطن، أثار مخاوف قيادة الأمن الإيراني من تعرض منظومات الاتصالات السيادية، أو حتى أجهزة القيادة العليا، لعملية مشابهة، كما أن قرار منع المسؤولين من استخدام أي جهاز متصل بالشبكات يعكس خوفاً من زرع أجهزة مخترقة داخل دوائر الحكم، أو استهداف مباشر لمراكز القيادة والقرار في طهران، وهو سيناريو لم يعد مستبعداً في ظل التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد الهجمات الجوية المتبادلة الأخيرة.
هل اقتربت "مفاجأة الخميس"؟
وينظر العالم بأسره المفاجأة الكبرى التي تعدها إسرائيل غدا الخميس، وهل ستكون نسخة متقدمة من "عملية البيجر" تطال منظومة الاتصالات العسكرية الإيرانية أم هل ستوجه ضربة إلكترونية مباشرة لمكتب المرشد الأعلى أو وحدات القيادة في الحرس الثوري؟