مصر تطالب بإصلاح جذري لمجلس الأمن وإلغاء الفيتو الأمريكي

في سابقة نادرة وكلمة وُصفت بأنها "الأجرأ" في أروقة الأمم المتحدة منذ سنوات، وجّه السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، انتقادا لاذعا ومباشرا لاستخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق الفيتو داخل مجلس الأمن، مطالبًا بإلغائه بشكل نهائي، وتصحيح "هذا العوار" الذي وصفه بأنه يُهدد منظومة الأمن والسلم الدوليين برمتها.

كلمة عبد الخالق خلال جلسة الجمعية العامة أمس فتحت جبهة مواجهة صريحة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد استخدامها حق الفيتو مجددًا لإسقاط مشروع قرار أممي كان مدعومًا من غالبية الدول الأعضاء، ما اعتبرته مصر "ضربًا لمصداقية المجلس" و"تكريسًا لسياسة ازدواجية المعايير"، في إشارة واضحة إلى موقف واشنطن من الأزمات الملتهبة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

السفير أسامة عبد الخالق  قالها صراحة: " الفيتو أصبح معيبًا، وقد حان وقت تصحيحه للأبد"، محذرًا من أن استمرار انحرافات مجلس الأمن يهدد بانهيار النظام الدولي الذي لم يعد يتحمل مزيدًا من الازدواجية، في تلميح لا تخطئه العين إلى الصمت الغربي عن أزمات غزة، والسكوت على خروقات إسرائيل، في مقابل استنفار كامل تجاه ملفات أخرى.

دعوة صريحة لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي

الأخطر في كلمة عبد الخالق لم يكن الهجوم على الفيتو فحسب، بل دعوته الجريئة لإخلاء الشرق الأوسط بالكامل من أسلحة الدمار الشامل "دون استثناء"، وهو تعبير يحمل في طياته إشارة مباشرة إلى إسرائيل باعتبارها الدولة الوحيدة المعلنة بامتلاك هذا النوع من السلاح في المنطقة.

الدعوة المصرية فتحت باب التساؤلات من جديد حول مستقبل ملف نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تزايد الأصوات العربية والدولية المطالبة بمساءلة تل أبيب عن ترسانتها النووية السرية، التي لم تخضع حتى اليوم لأي رقابة دولية.

ردود فعل واسعة وإشادات على مواقع التواصل

كلمة مندوب مصر لم تمر مرور الكرام، إذ سرعان ما اشتعلت بها مواقع التواصل، حيث وصفها كثير من النشطاء بأنها "الأقوى منذ سنوات"، و"كلمة كاشفة" لموقف القاهرة المتنامي من ازدواجية السياسة الدولية في الشرق الأوسط، خصوصًا بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وتوسع التهديدات الأمنية بين إسرائيل وإيران.