خبير في الشأن الإيراني يكتب: عمائم إيران من الطائرة الفرنسية إلى المسيرة الإسرائيلية

قدم علي رجب المتخصص في الشأن الإيراني تحليلا وافيا عن تطورات الأوضاع في المنطقة ومستقبل ومصير نظام الحكم في إيران في ضوء المستجدات الخطيرة التي تنذر يتحول جذري في آلية إدارة الدولة الشيعية.
وقال رجب إن النظام في إيران أمام مصيران أحلاهما مر، الأول القبول بتوقيع اتفاق مع ترامب، بالتوقيع على كل ما يطلبه ترامب ومن ورائه إسرائيل "اتفاق مذل" لسلطة ونظام كان يتوقع أنه ممسك بكل الخيوط في لعبة الصراع والنفوذ في الشرق الأوسط.
هذا الاتفاق يعني نهاية النظام داخليا في الجزء المتبقي من شعبيته المتآكلة خلال العشر سنوات الأخير على وجه الخصوص، وهو ما يعني خروج الشارع واحداث تغيير جوهري في "رأٍس النظام" وطريقته "مرشد" بوجه إصلاحي، الإصلاحي لدى المتشددين هم "وجه أمريكي".

السيناريو الثاني، رفض "العرض" الأمريكي، وهو ما يعني ذهاب ترامب إلى النقطة التالية "التدخل عسكري" واسقاط النظام، وهو السيناريو الأقرب، مع خروج صحيفة كيهان المقربة من خامنئي تؤكد أن شرط إنهاء الحرب هو تدمير إسرائيل وليس وقف الهجمات بما يشير إلى استمرار القرار الإيراني في التصعيد.
هناك محددات أخرى تقلل من فرص النظام في البقاء وترجح ، أن يتم التغيير بـ اتفاق بين أطراف داخل النظام الحالي وترامب، بإزاحة خامنئي وإعادة صياغة النظام الإيراني.
أيضا تواصل أطراف في النظام الإيراني "الإصلاحيين" مع معارضين في الداخل والخارج وقيادات في الجيش الإيراني برسم خطة مرحلة ما بعد نظام خامنئي.

جيل زد في إيران ويشكل الغالبية الأن في البلاد يرى في نظام خامنئي والحرس الثوري والباسيج و"آيات الله" سبب تخلف إيران عن التقدم كما في دول الخليج والعالم، وهو جيل يطمح في مزيدا من الحريات الشخصية والتنقل والعمل والتعليم، وهو أمور مهددة دائما في الداخل الإيراني بوجود نظام "أمني" شديد التعقيد والقمع لكل المعارضين له.
تكشف دائما فضائح كبار المسؤولين في إيران عن فساد كبير في المؤسسات الإيرانية ، هو ما يثير غضب الشعب الإيراني وخاصة جيل زد ف يظل نشر وتسريب صور لحفلات كبار المسؤولين في النظام " بذج وترفيه ورقص وانفتاح وسفر لتركيا وأوروبا ودبي" بينما يعاني يواجه جيل زد بالتشدد والقمع بـ"الزي الإسلامي" ومن الحصول على العمل والأجور وأيضا الحريات الشخصية والتي تعد المحرك الأول بالإضافة إلى الاقتصاد لكل الحراك منذ 2009 وحتى مقتل مهسا أميني في سبتمبر 2022، هذا الجيل يشكل الورقة الرابحة في تغيير النظام.

محدد آخر في معادلة التغيير والبقاء للنظام الإيراني، المكونات الغير فارسية وهي كتل جغرافية في مناطق حدودية إيرانية " الأذر" في شمال شرق إيران، "الكورد" في شمال غرب إيران، "العرب الأحوازيين" في جنوب غرب إيران، "البلوش في جنوب شرق إيران، وهناك التركمان واللور وغيرهم من المكونات العرقية في إيران.
على الجانب الأخر هناك قوى وتيارات دينية وجماعات سياسية ليس على توافق مع النظام وتعد جماعة "الدراويش الغناباديون" الجماعة الأبرز بين الشباب الإيراني، وهي تحسب على "التيار الصوفي الشيعي" وتعد كجماعة "فتح الله جولن" في تركيا.
خريطة متسعة من التحولات والأسباب بالإضافة إلى شعور الشعب بالانهزام أما إسرائيل في ساعات قليلة باغتيال ابرز القادة العسكريين وتغلل الموساد والسيطرة على الجغرافية الإيرانية، وفشل الحرس الثوري والجيش الإيراني، يضع النظام في "حارة سد" ، العمائم في بلاد فارس بعد عقود من الحكم من على الطائرة الفرنسية، تأتي مسيرة إسرائيلية لتكب نهاية فصل في تاريخ إيران العريق.