رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

سقوط المرشد الأعلى.. ما مصير النظام الإيراني وخريطة الشرق الأوسط؟

خامنئي
خامنئي

في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران إلى مستويات غير مسبوقة، ومع تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحةً بإمكانية استهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي شخصيًا، يتزايد الحديث حول سيناريو سقوط النظام في طهران، وتداعيات هذا السقوط على مستقبل الشرق الأوسط بأسره.

لا أستبعد القضاء على خامنئي

قال نتنياهو في مقابلة مع شبكة ABC News الأمريكية: "لا أستبعد القضاء على خامنئي إذا كان ذلك سينهي النزاع"، في إشارة مباشرة إلى تغيير قواعد اللعبة وتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية، بينما اعتبره البعض مجرد تهديد عابر.

هل إسقاط خامنئي يعني انهيار النظام؟

لكن هل إسقاط خامنئي فعليًا سيُطيح بالنظام بأكمله؟ هذا ما يستعرضه موقع تفصيلة في التقرير التالي، استنادًا إلى ما ذكرته الصحف الأجنبية ومراكز الأبحاث الغربية المتخصصة في الشأن الإيراني، والتي جاء تحليلها كالتالي:

النظام الإيراني لا يقوم على شخص واحد

ترى صحيفة Financial Times البريطانية في تقرير لها أن النظام الإيراني لم يعد قائمًا على شخص واحد، بل باتت مراكز القوى موزعة بين الحرس الثوري، مجلس الخبراء، والقيادات الأمنية، ما يعني أن سقوط الرجل الأول لا يؤدي بالضرورة إلى انهيار الهيكل بأكمله.

اغتيال خامنئي قد يأتي بنتائج عكسية

من جانبها، حذرت وكالة رويترز في تقرير حديث من أن اغتيال خامنئي، إن حدث، قد يؤدي إلى نتيجة عكسية لما تسعى إليه تل أبيب؛ إذ قد يتحول المرشد إلى "شهيد" يُوحّد الداخل الإيراني المنقسم، بدلًا من أن يؤدي غيابه إلى سقوط النظام، خاصة مع تراجع زخم الاحتجاجات داخل إيران مؤخرًا.

خطط إسرائيلية للاغتيال

أما صحيفة The Guardian البريطانية، فنقلت عن مصادر أمنية غربية أن إسرائيل رفعت مستوى عملياتها الاستخباراتية داخل إيران إلى الحد الأقصى منذ أبريل الماضي، في إطار خطة شملت بالفعل اغتيالات لقادة عسكريين وعلماء نوويين، ما يثير احتمال تنفيذ عملية استهداف مباشر لخامنئي أو دائرته الأمنية في أي لحظة.

مخاوف من إشعال حرب شاملة

على الجانب الأمريكي، كشفت Washington Post أن الرئيس السابق دونالد ترامب رفض في عام 2020 طلبًا إسرائيليًا لتصفية خامنئي، مبررًا ذلك بالخوف من إشعال حرب إقليمية شاملة تخرج عن السيطرة. 

ولا يزال موقف واشنطن الحالي غامضًا في حال أقدمت تل أبيب على التصعيد المباشر الآن.

خليفة من داخل النظام

أما سيناريو "اليوم التالي لسقوط خامنئي"، فتطرحه مراكز بحث غربية مثل Chatham House، التي ترجّح أن البديل قد يأتي من داخل النظام نفسه عبر مجلس الخبراء، باختيار شخصية إصلاحية شكلية للحفاظ على وحدة النظام، دون تغيير جوهري في سياساته الإقليمية أو النووية.

خطر الفراغ والهيمنة العسكرية

لكن الخطر الأكبر، بحسب Foreign Policy Magazine، يكمن في احتمال نشوء فراغ في السلطة يسمح لـ الحرس الثوري بالهيمنة الكاملة، وهو السيناريو الذي تخشاه واشنطن ودول الخليج أكثر من سقوط النظام نفسه، لما قد يحمله من مغامرات عسكرية أو تسريع نحو تصنيع السلاح النووي.

لحظة فارقة في تاريخ إيران

وفي كل الأحوال، فإن سقوط خامنئي — سواء باغتيال أو بوفاة طبيعية — سيكون لحظة فارقة في تاريخ إيران والمنطقة، لكنه لن يعني بالضرورة استقرارًا فوريًا، بل قد يفتح الباب أمام فوضى انتقالية طويلة الأمد، قد تؤثر على لبنان وسوريا واليمن، وربما على الخليج العربي ذاته.

تم نسخ الرابط