رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

أوراق القوة وحدود التأثير

حرب إيران وإسرائيل.. هل تلعب القاهرة دور الوسيط الثقيل لإنهاء نزاع إقليمي معقد؟

مبانٍ مدمّرة جراء
مبانٍ مدمّرة جراء الهجوم الإيراني على إسرائيل

في ظل التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، برز موقف القاهرة كأحد أكثر المواقف الإقليمية وضوحًا ودعوةً إلى التهدئة. 

مصر تُدين العدوان وتدعو لضبط النفس

أدانت مصر بأشد العبارات الضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، ووصفتها بأنها تجاوز خطير وخطوة متهورة تقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة، مطالبة جميع الأطراف بضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى مواجهات أوسع.

وبين موقف يدين العدوان، وتحركات دبلوماسية لاحتواء الأزمة، وتحسّن ملحوظ في العلاقات مع إيران، تبدو القاهرة اليوم في موقع يسمح لها بالتحرك نحو الوساطة، إذا ما توافرت إرادة سياسية دولية لإيقاف النزاع.

تحركات دبلوماسية مصرية نشطة

أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن القاهرة على تواصل دائم مع مختلف الأطراف المعنية بالأزمة، مشددًا على ضرورة الحد من التصعيد العسكري، والاحتكام للحلول السياسية والدبلوماسية، محذرًا من أن استمرار القتال قد يفتح أبواب دائرة مفرغة من العنف.

وفي هذا السياق، أجرى عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، سيتف ويتكوف، تناول تداعيات التصعيد وسبل احتوائه، إلى جانب التأكيد على أهمية استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي.

وشاركت مصر في بيان مشترك مع 21 دولة عربية وإسلامية – منها السعودية، الإمارات، الأردن، والمغرب – أدان الهجمات الإسرائيلية، ودعا إلى احترام سيادة الدول، ووقف التدهور الأمني الذي قد يجر المنطقة إلى مخاطر غير محسوبة، خاصة مع التلويح باستخدام القوة ضد المنشآت النووية.

هل تمهّد مصر لدور وساطة إقليمي؟

يطرح مراقبون تساؤلات حول ما إذا كانت القاهرة تتحرك باتجاه لعب دور الوساطة بين إيران وإسرائيل، لا سيما في ظل مؤشرات على تحسّن تدريجي في العلاقات المصرية–الإيرانية خلال العامين الماضيين.

ويرى الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد خيري، أن وقف إطلاق النار بين الطرفين أمر وارد، نظرًا لاعتبارات داخلية ضاغطة على الجانبين، سواء في طهران التي لا تحتمل استنزافًا اقتصاديًا وعسكريًا جديدًا، أو في إسرائيل التي تواجه حالة من الإرباك السياسي بعد تعرض مدنها لهجمات صاروخية غير مسبوقة.

ويضيف خيري لـ"تفصيلة"، أن مصر، إلى جانب سلطنة عمان وقطر وتركيا، من الدول المرشحة للقيام بجهود الوساطة. 

واستشهد خيري في ذلك بما نُقل عن مصادر إيرانية تفيد بأن القاهرة سبق أن قامت بمساعٍ تهدئة بين طهران وتل أبيب خلال مواجهات سابقة، وأن طهران تنظر إلى مصر كوسيط عاقل ونزيه يحظى بقبول الطرفين.

القاهرة مرشّحة لدور فاعل 

يتفق مراقبون على أن مصر تملك مؤهلات موضوعية تؤهلها للعب دور فعّال في تهدئة النزاع، من بينها:

  • علاقات متزنة مع الطرفين: 

شهدت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية بين القاهرة وطهران تحسنًا ملحوظًا مؤخرًا، إلى جانب وجود خطوط تواصل مع إسرائيل.

  • ثقل دبلوماسي تاريخي: 

لطالما لعبت مصر أدوارًا محورية في النزاعات الإقليمية، من لبنان وغزة إلى ليبيا والسودان.

  • شبكة تحالفات إقليمية ودولية: 

تتيح لها التواصل بسهولة مع الأطراف الفاعلة، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.

مع ذلك، فإن نجاح الوساطة المصرية سيظل مشروطًا بتطورات المشهد الميداني، ومواقف العواصم الكبرى، وعلى رأسها واشنطن وتل أبيب، وكذلك تجاوب طهران مع المقترحات التهدوية.

تم نسخ الرابط