رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

من الاقتصاد إلى الأمن القومي

كيف تحصّن مصر نفسها في وجه تبعات التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

آثار الصواريخ الإيرانية
آثار الصواريخ الإيرانية على مدينة تل أبيب

وسط تصاعد غير مسبوق في التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، ووسط مخاوف إقليمية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع، كثفت مصر إجراءاتها الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية في تحركات وقائية دقيقة تهدف إلى حماية أمنها القومي ومصالحها الحيوية.

اقتصاد مقاوم

في ظل توقف مؤقت لتصدير الغاز من حقل ليفياثان الإسرائيلي، والذي تعتمد عليه مصر جزئيًا في عمليات تسييل الغاز وإعادة التصدير، فعّلت وزارة البترول خطة طوارئ لتأمين احتياجات الكهرباء المحلية، من خلال تعزيز الاعتماد على مصادر محلية وتكثيف المخزون الاستراتيجي.

كما اتخذت الحكومة، بقيادة الدكتور مصطفى مدبولي، خطوات عاجلة لتعزيز الأمن الغذائي، تمثلت في زيادة الواردات الاستباقية من السلع الأساسية، وتوجيه البنك المركزي لتوفير اعتمادات مالية مرنة لضمان سلاسة حركة التجارة في وقت مضطرب إقليميًا.

تشديد الرقابة الجوية وضبط السفر

أعلنت سلطات الطيران المدني فرض إجراءات جديدة على حركة السفر، بما في ذلك إلزام القادمين إلى مصر بإثبات حجز تذاكر عودة، ومراجعة استثنائية لرحلات الطيران الخاصة في ظل المستجدات الأمنية، خاصة بعد أن قامت عدة دول بإغلاق مؤقت لأجوائها تحسبًا لأي تصعيد مفاجئ.

الموقف المصري 

وفي ردّ سريع على التطورات الأخيرة، أدانت مصر الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي الإيرانية، معتبرة إياها تصعيدًا غير مبرر يهدد استقرار الإقليم.

ودعت مصر إلى ضرورة ضبط النفس والعودة إلى المسارات السياسية، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وأجرى وزير الخارجية بدر عبد العاطي، اتصالات مع نظرائه في طهران، والدوحة، وواشنطن، مؤكدًا رفض مصر لأي انتهاك للسيادة الوطنية، ومساعيها لتفادي كارثة إنسانية أو عسكرية في غزة أو الجوار الإيراني.

استعدادات أمنية

في موازاة ذلك، شددت القاهرة إجراءاتها الأمنية في سيناء وعلى الحدود الغربية، وسط مخاوف من تسلل عناصر إرهابية أو تنشيط خلايا نائمة قد تستغل الفوضى الإقليمية.

وأكدت مصادر لـ"تفصيلة"، أن حالة الاستنفار الميداني لم تصل حد الطوارئ الكاملة لكنها على أعلى درجات التأهب.

تداعيات على قناة السويس

المخاوف من تعطل الملاحة في البحر الأحمر ومضيق هرمز أثارت قلقًا إضافيًا بشأن تدفقات السفن عبر قناة السويس، شريان الاقتصاد المصري.

وتشير التقديرات إلى أن استمرار التوترات قد ينعكس سلبًا على الإيرادات السنوية للقناة، التي قد تتراجع بما لا يقل عن 13 مليار دولار في سيناريو التصعيد المستمر.

السياحة والأسواق تترقب

ورغم استمرار الرحلات السياحية إلى مصر، إلا أن شركات عالمية بدأت بمراجعة تعليماتها الأمنية.

وفي القاهرة وشرم الشيخ والأقصر، شددت أجهزة الأمن رقابتها على الفنادق والمناطق السياحية الحيوية، تحسبًا لأي تهديدات محتملة.

خطط استجابة

وبحسب مسؤول حكومي تحدث لـ"تفصيلة"، فإن مصر تُفعّل خطط استجابة معدّة مسبقًا تشمل تنسيقًا بين وزارات الدفاع، والداخلية، والبترول، والمالية، تحسّبًا لأي اضطرابات ممتدة في المنطقة.

تم نسخ الرابط