رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

أدرعي تحت النار.. سر العداء العربي للمتحدث باسم جيش الاحتلال

أفيخاي أدرعي
أفيخاي أدرعي

تصدر اسم أفيخاي أدرعي، المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عناوين الأخبار من جديد، لكن هذه المرة ليس بتغريدة مستفزة أو مقطع فيديو يقتبس فيه آيات قرآنية، بل بأنباء عن إصابته خلال الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على أهداف داخل إسرائيل، في واحدة من أعنف الضربات المباشرة بين الطرفين منذ سنوات.

سر كراهية ملايين العرب لأفيخاي أدرعي

ورغم أن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد رسميًا هذه الأنباء حتى لحظة كتابة هذا التقرير، فإن ما تسرب من مصادر إعلامية متعددة، بالإضافة إلى موجة التفاعل الواسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعاد فتح ملف أدرعي القديم: لماذا يكرهه الملايين في العالم العربي إلى هذا الحد؟، وما الذي جعله يتحول من مجرد متحدث عسكري إلى رمز إعلامي مكروه بامتياز؟

منذ أن ظهر أدرعي على الشاشة متحدثًا بالعربية قبل أكثر من عشر سنوات، ركز خطابه الإعلامي على اللعب على أوتار دينية وثقافية حساسة لدى العرب والمسلمين. 

ولم يكن يكتفي بإعطاء البيانات العسكرية، بل كان يتعمّد الدخول في عمق القاموس العربي والإسلامي، مستشهدًا بالآيات والأحاديث، ومحاولًا تمرير رسائل دعائية موجهة بلغة دينية تثير حفيظة المستمع أكثر مما تقنعه.

هذا التوظيف المتكرر للنصوص المقدسة في غير سياقها الصحيح أثار غضب رجال دين وإعلاميين وسياسيين على حد سواء، ممن رأوا في خطابه محاولة رخيصة لتشويه الخطاب الديني واستغلاله لصالح آلة الحرب الإسرائيلية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل اتخذ أدرعي من أسلوب السخرية والاستهزاء سلاحًا رئيسيًا ضد كل خصوم إسرائيل، من حركات المقاومة في غزة ولبنان إلى الحكومات المعادية لسياسات تل أبيب.

سخريته من قادة المقاومة مثل حسن نصرالله، وتشبيهه لحماس بتنظيم داعش، جعلا منه مصدر استفزاز يومي للجمهور العربي، الذي يرى في خطابه استخفافًا بدماء الشهداء ومعاناة الفلسطينيين، واستهانة بجراح الشعوب العربية.

واليوم، ومع أنباء استهدافه خلال الهجوم الإيراني الذي أصاب مناطق حساسة في قلب إسرائيل، وجد كثيرون من منتقديه فرصة للشماتة، معتبرين أن "المتحدث الذي استباح آيات القرآن وسخر من المقاومة، ذاق أخيرًا طعم الحرب على الأرض"، كما كتب معلقون على منصة "X".
بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، معتبرين إصابته - إن تأكدت - "فرحة للجميع"، على حد تعبيرهم، بسبب ما وصفوه بتدنيسه الرموز الدينية في خطاباته المتكررة.

ورغم اختلاف المواقف السياسية، وحتى الأخلاقية، من الاحتفال بإصابة شخص مهما كانت مواقفه، فإن حالة الفرح الشامت التي اجتاحت مواقع التواصل تكشف عمق الكراهية الشعبية العربية لأدرعي، الذي فشل في كسب أي تعاطف حقيقي، رغم لغته العربية المتقنة، ومحاولاته المستمرة للتقرب من الجمهور العربي.

هذه الكراهية لم تولد من فراغ، بل من سنوات من الخطاب المستفز، التهكمي، المستغل للدين، والمستهتر بمعاناة أمة ترى في القضية الفلسطينية قضيتها المركزية.

وحتى مع الغموض الذي لا يزال يكتنف مصيره بعد الهجوم، يبقى أدرعي وجه الدعاية الإسرائيلية المكروه عربيًا بلا منازع، وصوتًا لا يثير سوى الحنق، مهما حاول أن يرتدي قناع "الدبلوماسي" أو "الواعظ" الذي يبشر بـ"السلام الإسرائيلي".

تم نسخ الرابط