كيف يؤثر التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على التجارة العالمية؟

في تطور غير مسبوق، شنت إسرائيل فجر الجمعة، غارات جوية استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، وردت طهران بمئات الصواريخ على تل أبيب، ما فاقم التوترات القديمة بين البلدين ودفع المنطقة نحو حافة صراع أوسع.
وأثار هذا التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل مخاوف بشأن أمن الطاقة العالمي وسلاسل الإمداد، فضلًا عن ارتدادات دبلوماسية قد تعيد رسم خريطة التحالفات الدولية.
الضربة العسكرية: أسباب وتبريرات
جاءت الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران تحت ذريعة منع اقتراب طهران من تطوير سلاح نووي.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بأنها ضربة استباقية دقيقة تهدف إلى إزالة تهديد وجودي لبقاء إسرائيل، مؤكدًا استمرار العمليات لأيام مقبلة.
الغارات استهدفت قدرات إيران الصاروخية ومنشآت البرنامج النووي، فيما وصفت بأنها أكبر عملية عسكرية ضد طهران منذ عقدين.
ارتدادات فورية على الأسواق والطاقة
مضيق هرمز في دائرة الخطر
مع تصاعد القصف والردود الإيرانية المحتملة، باتت الأنظار تتجه نحو مضيق هرمز، الشريان البحري الذي يعبر من خلاله قرابة 20% من تجارة النفط العالمي.
ويعد أي محاولة إيرانية لتهديد الممر، كما سبق أن لوّحت بذلك، قد تُحدث اضطرابًا واسعًا في إمدادات الطاقة العالمية.
أسعار النفط تقفز والمخاوف تتزايد
التوترات دفعت أسعار النفط للارتفاع فورًا بنسبة تجاوزت 7%، وسط قلق متزايد من تعطل الشحنات القادمة من الخليج العربي.
وفي ظل تضخم عالمي متصاعد بالفعل، يُنذر هذا التطور بموجة غلاء إضافية قد تُرهق الأسواق المستهلكة.
سلاسل الإمداد العالمية تواجه اختناقًا
من المتوقع أن تتأثر سلاسل التوريد البحرية، إذ قد تتجنب شركات الشحن العالمية المرور عبر الخليج العربي، ما يعني تحويل المسارات وارتفاع تكاليف النقل البحري والتأمين.
هذا الواقع سينعكس على إمدادات الغذاء والطاقة والمواد الخام، لا سيما في أوروبا وآسيا، حيث تعتمد صناعات كبرى على استيراد النفط والغاز من منطقة الخليج.
تحولات محتملة في مواقف القوى الدولية
الصين والهند أمام اختبار التوازن
الدول التي حافظت على حياد نسبي في الصراع الإيراني الإسرائيلي، مثل الصين والهند، قد تجد نفسها مضطرة إلى إعادة حساباتها، فمن جهة، ترتبط بعلاقات اقتصادية وثيقة مع طهران، ومن جهة أخرى، تحرص على شراكات أمنية وتجارية مع تل أبيب وواشنطن.
دفع إيران نحو أحضان موسكو وبكين
في المقابل، قد تسعى إيران إلى تعميق تحالفاتها مع الصين وروسيا، سواء عبر الدعم العسكري أو الغطاء السياسي في المنظمات الدولية، مما يعزز من محاور النفوذ غير الغربي في المنطقة.
مخاوف من سباق تسلح إقليمي
الهجوم الإسرائيلي قد يدفع إيران إلى تسريع جهودها النووية كوسيلة ردع، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أشد خطورة.
وقد تلجأ دول إقليمية أخرى إلى السعي لتطوير برامج نووية خاصة بها، في محاولة لموازنة المعادلة الأمنية الجديدة، ما يعزز من احتمالات انزلاق المنطقة نحو سباق تسلح مفتوح.